احكم الحكم

إن التطرف هو أن تختار مسكنا فكريا و عقائديا لتقيم فيه راضياً عن نفسك و لكنك لا تريد لغيرك أن يختار لنفسه ما يطيب له من فكر و عقيدة بل تلزمه إلزاما بالحديد أحيانا أن ينخرط معك تحت سقف فكري واحد
زكي نجيب محمود

حكمة جديدة
ميموتش حق وراه مطالب

انا افكر اذن انا حاموووووت
حفصة

عتبات البهجة

"الوقوف على عتبات البهجة دائما أفضل من البهجة نفسها... اجل، البهجة أمر سهل، لكن إذا طمعت فيها قتلتك و أهلكتك."
ابراهيم عبدالمجيد-عتبات البهجة

Monday, September 3, 2012

ارفعوا الوصم عن الفهم


توفى فاروخ بلصارة او فريدي ميركري سنة 1991 بعد صراعه الخفي مع مرض الايدز، يصادف ذكرى ميلاده غدا.

*******

ازداد ولعي مؤخرا بفرقة "كوين" من بعد ما خبى منذ عدة سنوات، لا اعرف هل لزيارتي للندن منذ عدة اشهر علاقة؟؟ ام انها مرحلة استعادة ذكريات المراهقة و ما يتعلق بها من اغاني الروك و الرول و افتتان بكل ما هو صاخب و عنيف و وجودي في نفس الآن. من خلال بحثي عن اغاني الفرقة و تجميعها وجدت فيديو حفلة للفرقة تآبينا لذكرى وفاة مغنيها الاصلي و بها جوقة من المع مغنيين المرحلة في ذاك الوقت، لن اعلق على تقديري لتنازلهم عن مجدهم تباعا بالظهور فقط في اغنية واحدة، و لن استرسل في كم الجهد المبذول ليخرجوا بهذا العمل بهذا الشكل المنظم ، لا اعرف ان كان احدهم مستاءا من ترتيبه في الظهور او ان اسمه غير مكتوب بشكل لائق او او او.



لكن يبدو ان الكل اتفق على عمل شيء يخلد ذكرى صديق و فنان و يهدف لاحياء قضية خطيرة و مهمة كالتوعية بمرض الايدز و خطورته، تذكرت على مر سنتين في 2007 و 2008 المؤتمرين الخاصين بالتوعية بالمرض و رفع الوصم عن اصحابه . اعتقد اتفقنا على يوم لنشر تدوينات موحدة تتحدث عن تجربة كل منا، و يوم اخر اتفق عليه المدونون في مصر على التوجه و عمل فحوصات و تحاليل الكشف عن المرض بهدف تشجيع الناس على الكشف و رفع الخوف من الوصم المرتبط بالمرض و سيرته لمجرد عمل تحليل، تعدد الانشطة، و اعتقد انتهت لنتيجة واحدة، لا شيء.



حقا لا اعرف ما هي النتيجة، فحسب علمي لم يتم اعلامي بأي "فييد باك" عن ماذا حدث بعدما دونا ما دوناه؟ ماذا حل بالشعار المعلق على مدونة؟ اتذكر صديق راى مدونتي مؤخرا فقال متعجبا، "ياااه لسه عندك شعار الايدز اياه ؟" فعلا هو لسه عندي زيه زي قضايا تانية زي معا امام الله و غيرها، بعض القضايا لا تسقط بالتقادم.

اعرف ان نسبة الوعي بالمرض شبة منعدمة، و ان كانت هناك نسبة ضئيلة فهي سلبية جدا لان مؤكد مريض الايدز ده عمل حاجة مش بطالة. لكن صدقا لم اعرف قبل المؤتمر كم كانت هذة النسبة و بعد ما فعلناه من نشر الكلمة كم اصبحت.

لااقول ان هذا قصور او سوء تقدير من الجهة المنظمة للمؤتمر، فمن الممكن انهم لم يتبنهوا لهكذا نقطة، كيف تحدد و لو بنسبة تقريبية نسبة وعي مجتمع عن موضوع معين و كيف تتاكد من تغير هذة النسبة بعد حركة معينة في بركة اسنة؟ تقوم بعد الموجات الناشئة؟ ام ماذا؟

اترك هذا لاي من المهتمين المسؤولين للتفكير و خلق هذة الطريقة .

اتبع بعضنا كتابة بعض المقالات البسطية جدا في مجال توعية البشر بالمرض و اثاره او في حتمية رفع الوصم عن مرضاه لتعدد و اختلاف ظروف حدوثه لهم. اذكر منهم سارة الزعيمي التي نشرت صورتها مع السيدة السودانية التي للاسف لا يسعفني عقلي بتذكر اسمها، و كيف ان حامل المرض غير المريض فعليا، ايا كان، كلنا بشر

في السنة التي تلتها لم يكن من المدونين احد مدعو الا خمسة فقط، كانت اغلبية الحضور من شركات عالمية سوف تقوم بتمويل مشاريع الدواء و التوعية و ما شابه، و هيئات مجتمعية و خيرية و هيئات دينية لتعزز دور الدين في التصدي للمرض . لا اعرف ماذا فعلوا ايضا، لكن افترضت ان جزء كبير من هذة الشركات العالمية سوف اسمع باسمه بعد ذلك متصدرا الاخبار في خضم دفاعه عن الايدز، او على الاقل ارى اعلانات يكون فيها لوجو هذة الشركة موجودة، لكن لم يحدث اي شيء يذكر، اعتقد لمدة سنتين بعد ذكل كان جل ما فعلناه كمدونين ان استخدمنا صورة البروفايل في الفيسبوك لتكون شعار الايدز تذكيرا للناس باهمية القضية في يوم الايدز العالمي الموافق للاول من كل ديسمبر. في كل من 2011 و 2010 لم يضع احد الشارة، كانت هناك امور اهم.

توقفني ان الحفلة اتخذت من حادث مؤلم كوفاة احد و اهم اعضاءها طريقة لتأبينه بل و توعية الناس بمرضه، كيف؟ باقامة حفلة حضرها الاف المحبين، يعني اشهار ما بعده اشهار، لم يسعوا فقط لرفع وصم او توعية، بل اشهروها، و تفعل ما تفعله بعد ذلك، لم يلقوا حجرا في بركة آسنة بل اقاموا بفتح سد عليها لتغسل كل شيء، مؤكد ان هناك وعي سابق لهذة الحفلة، لكن اعتقد انها كانت اول حفلة لتأبين متوفي بمرض الايدز، تسعفني ذاكرتي ان هذة الحفلة كانت اول من عرفني بمرض الايدز حين رايت لها مقاطع في قناة ام تي في سنة 1992 في المانيا.

نعم لكل مجتمع طبيعة و ثقافته، و انا لا احاكم او ادين، بل احاول ترتيب نقاط الفروق و كيف نستفيد منها، لعل و عسى. كيف لهذا الفيديو للحفلة ان يعرض على اليوتيوب كام مرة في يوم واحد فيحدث اثر تواصل الموسيقى في توعية بشر، اي عدد منهم، بينما مؤتمرين جمعنا فيهم كل من يمكن جمعه من متخصصين و مدونيين و اعلاميين و اطباء و كتاب و حقوقيين و رجال دين، لم ارى منه نتيجه معينة، اعذروني، لا اشعر اننا انجزنا شيئا، فأين الخلل؟ كيف نستطيع اصلاحه و تطويعه؟

اكثر ما احزنني، ان تلك الحفلة تمت في 1992 بينما نحن 2012، اي عشرون عاما بعدها، مازلنا ننشر ان عدد مرضى الايدز في العالم العربي هم كم الف فقط بينما العدد الصحيح يكون مضروبا في عشرة ان لم يكن مائة ازيد. احزنني ان حتى سنين مضت ليست ببعيدة تم القبض على شابين و تصويرهم شبة عرايا و اهانتهم بجميع السبل المتاحة حين تم اكتئاف اصابتهم بالمرض، بينما فريدي ميركيري كان توفى و هو معترف باصابته بالأيدز و بمثليته الجنسية قبلها.

طبعا الكلام اللي فوق ده كله مش مهم لان الثورة لسه مستمرة و لان مرسي اخد جايزة السلام العالمية و نخنوخ طلع هو الطرف التالت.

*****


محاضرة بسيطة في وسط الاغاني لتوعيتهم بانتشار المرض،ربط المرض بكل بساطة بتجربة شخصية و كيف انها تحدث لاي واحد منهم، استخدام رمز احبه المعجبين لدفعهم للمزيد من الحرص على نفسهم و حياتهم، كله تم في دقائق بسيطة و لكن الاثر فعلا، بالطبع زائد عوامل اخرى كثيرة