احكم الحكم

إن التطرف هو أن تختار مسكنا فكريا و عقائديا لتقيم فيه راضياً عن نفسك و لكنك لا تريد لغيرك أن يختار لنفسه ما يطيب له من فكر و عقيدة بل تلزمه إلزاما بالحديد أحيانا أن ينخرط معك تحت سقف فكري واحد
زكي نجيب محمود

حكمة جديدة
ميموتش حق وراه مطالب

انا افكر اذن انا حاموووووت
حفصة

عتبات البهجة

"الوقوف على عتبات البهجة دائما أفضل من البهجة نفسها... اجل، البهجة أمر سهل، لكن إذا طمعت فيها قتلتك و أهلكتك."
ابراهيم عبدالمجيد-عتبات البهجة

Sunday, September 13, 2009

عن براح التردد بين اوفيليا و هاملت


حدثيني عن البراح
قالت
اه من البراح حين ياتي على حين غرة
البراح
و خنقة البراح
بل و ضيق البراح ايضا
من بعد متسع
من بعد ازدحام و انفاس و حميم

كيف يكون البراح ضائقا بكي؟
وكيف تتحملين انت ان تقفي في براح يسرح فيه خيالك وحده؟
ا ي براح هذا؟

انه براح التوحد
براح التمدد متوقعا اي شيئ
بل كل شيئ
براح مهولا في اتساعه
مخيفا في احاطته بكي
احاطة دقيقة
واسعة
شاملة
حتى انك لا ترين حدوده
قد يبدو لكي لا نهائيا
مفتوحا
مريحا
لكن حذار
انها الحلقة المغلقة بكل شدة
بكل رقة السوليفان و قوته في ان معا




اوفيليا
ما من مرة رايتك الا و عرفتك من دون عنوان
كم من مرات وصفتك و انا لا اعلم من تكونين
عينيك المغلقة حزنا على حبك اليتيم
رقة طفوك فوق مياة جدولنا
حتى مماتك كان رقيقا مثلك
و حتى حبك لم يكن تقيا بك
و حتى زهراتك كانت من خنقك
اوفيليا حدثيني عن حبك له
كيف طاوعك قلبك لتتبعيه؟
كيف لم تموتي قبل ان يقتلك؟
اوفيليا
احيانا اراك سلبية
ضعيفة
بل بلهاء
لمذا سكنتي و لم تنطقين؟
اخدعي تردده
اكشفي حقيقة درعه
قولي له ما تقولين
قولي له
مت لاراك
و مت للقياك و مت لترديك في تفكيرك
و الان في الممات الاقيك
اوفيليا
سامحيني
اغتبتك في هجرانك للحياة و فعلت مثلك تماما
فسامحيني
بحق ورودك
و بحق كلماتي في وصف رثاكي
سامحيني

ابعد عن الاحباب
فيتراكم الدمع في عيني
استعد لهدره فور لقياهم
فتزعزعني سعادتي
و تخونني اعيني و تنسى حمل ماقيها
فانسى البكاء
و اكتفي بوجودي في حضرتهم
بلمس يدي لاصابعهم
بتلاقي عيوننا في تمايلنا ضحكين
و تذوب
تذوب دموعي وسط بحر الحياة
انساها بكل ما سببته لي من الام
و فور ذهابي
رجوعي لارض الموتى
اموت
حسنا
و لكن قلي لي
كيف يبكي الميت المدفون؟
كيف يبكي و هو مجفف
متبلد
لا روح له
لا حركة
يا ترى كيف يكون البكاء هكذا
ما اقساه من بكاء جاف يكون
********************************************************
عن براح التردد بين اوفيليا و هاملت

لم تكن جملة هاملت الاشهرعلى الأطلاق مجرد تساؤل ساعة عصاري، "تكون او لا تكون، ذلك هو السؤال" و انما كانت نمطا لحياة شخص القت بظلالها على جميع من احتواهم ظله الثائر. و لكن، ما بين الكينونة او انعدامها تكمن ساحة براح يلعب فيها التساؤول و التردد و تهور الاحداث كمحترفي شطرنج يدفعون بالبيادق لحتفها و يتوج الملك منتصرا.

وصف بداية
ساحة تجمعهما، و براح يفصل ما بينهما، و عشق يؤجج عاطفة تنتظر منذ اقدم الازل ان وجد، ارض التردد و الحرمان قد بنت لها اساسا صلبا. اسهم الارتياب و التتبع قد انطلقت لتضرب قلوب المتوجسين و شغف تفسير النظرات اصبح له قاموس سري الحروف.

معنى
اوفيليا، هي المساعدة كمعنى و لكن يطل علينا سؤال مرة اخرى، اتطلبها ام تعطيها؟ قدمتها ليده كخطوة منها تعينه على التقدم اماما، فلم يتحرك الا جانبا كسلطعون بحر تاخذه كل موجة بحر الى ناحية عكس سابقتها

انكسار الانتظار
تنتظر اوفيليا من هاملت ان ينهي حروبه، ان يجمع امتعته، ان يقرر ما بد له ان يقرر، عبثا تنتظرين يا اوفيليا، عبثا تنتظرين يا صغيرتي. فالتردد منصوب امامكما كقدر، كطريق وحيد في دروب صحراوية موحشة. رايتك ليلة ما تنظرين لبوصلة ساعة ترتد من ناحية لاخرى، اكنت تعودين عيناك على شكل التردد؟ هيهات يا صغيرتي، لن يفيدوكي شيئا. هاملت، ترددك سوف يقتلنا ، الاسخف انه سوق يقتل حبك انت.

تفكير مبهم
ماذا انا بفاعل؟ اعرف ان عمي هو قاتلي ابي، اعرف ان امي خائنة ذكراه، اعرف ان صديقي يفديني بنفسه، بل بل بل، اعرف ان اوفيليا تقف ف يانتظاري منتهيا على خصومي، منتظرة لحبي
قراءة كف
وجدت اوفيليا من يقرا لها الكف و يتتبع خطوط تفل القهوة، بل وصل بها الجنون للاخذ براي بدوية توشوش الودع. " روحها ماتت حزينة، معلقة و تنتظر، فلا تفعلي مثلها، كوني مختلفة، عل الوقت حان لراب صدع، لتحقيق عدل او شفاء جرح روح هائمة" حدثتها البدوية بهذه النبوءة. توقفت اوفيليا عند اول مقهى، مسحت دموع مأقيها المسكوبة على روح اوفيليا الاخرى، شربت ماء نبع مستورد يقال انه ايطالي، " ترى، كيف كان طعم الماء الداخل عنوة في فم اوفيليا و هي تغرق في نبعها؟"
تغيير مسار
قررت، تنبهت لافة مجتمعها و قررت الهروب، و من قبله قررت ان تتعلم، ان تعي، متى و كيف تتخذ قرارها. فمثل هذا القرار من عدمه، هذا التردد و براح وسعه، ما قتل اوفيليا الاولى. كلا، لن تموت اوفيليا بعد اليوم.

لحظة نهاية
اتذكر اخر مرة تحدثنا فيها لم نكمل دقيقة واحدة، بل ان شيئا امر قد حدث، حل البرود في الصوت، قصرت قامة الكلمات و صار منجل البعد يحش في تجاويف عقلنا