احكم الحكم

إن التطرف هو أن تختار مسكنا فكريا و عقائديا لتقيم فيه راضياً عن نفسك و لكنك لا تريد لغيرك أن يختار لنفسه ما يطيب له من فكر و عقيدة بل تلزمه إلزاما بالحديد أحيانا أن ينخرط معك تحت سقف فكري واحد
زكي نجيب محمود

حكمة جديدة
ميموتش حق وراه مطالب

انا افكر اذن انا حاموووووت
حفصة

عتبات البهجة

"الوقوف على عتبات البهجة دائما أفضل من البهجة نفسها... اجل، البهجة أمر سهل، لكن إذا طمعت فيها قتلتك و أهلكتك."
ابراهيم عبدالمجيد-عتبات البهجة

Friday, August 13, 2010

عيب يا حكومة، ما تلمي نفسك بقى

قبل قراءة الموضوع ده احب اوضح بعض النقاط التالية:
1- انا مش مؤيدة للبرادعي و لا مقتنعة بيه كشخصية فاعلة فعالة، ليه بقى دي لها اسبابها و اولها عدم وضوح خطته، عدم اخدانه موضوع الترشح للرئاسة بجدية ، ده بس اللي على وش القفص، البقية تأتي
لكن
لكن
لكن
انه يتقبض على الطفل الواردة صورته تحت و اسمه محمود شقير عشان هو و والدته و ناس تانيين كانوا بيوزعوا منشورات بيان التغير اللي زي ما التعليق تحت الصورة بيقول ان القضاء قال انها دستورية و سلمية
فدي مش حاجة الحكومة المصرية تفرح بيها او تفتخر
لان ده بكل بساطة معناه ان الدولة خلاص
سقطت
لما ولد اتوقع من شكله سنه ما بين 12 او 14 يشكل تهديد ما لدولة بحجم مصر
تبقي المشكلة في الدولة مش في المنشور و لا في الولد
و مع ذلك حتفضل الناس خايفة او بلاش خايفة
لان دلوقتي اسهل من النزول في مظاهرات و الوقفات مافيش
بس الفكرة اننا حنفضل نواجه الحكومة برفضنا بنفس الاسلوب الغلط و نرجع نشتكي مافيش حاجة بتتغير ليه
عارفين ليه؟
عشان احنا لسه بنتعامل مع الحكومة على اساس انها حكومة بينما هي مبقتش حكومة خلاص
احنا لسه بنطالب
مع ان المفروض نفرض واقع
لسه بنحتج
مع اننا المفروض نثور و ننفجر

تحديث: الحمد لله الشباب خرجوا بعد ٣ ساعات من الاعتقال غير الشرعي .. شكرا لكل اللي تعاطف وساعد
الطفل ده اسمه محمود شقير دلوقتي محجوز في قسم النزهة مع والدته أماني البرادعي وتمان شباب وبنات تانيين منهم محمد الطيب الشاب الرائع اللي فضح قضية أطفال الشوارع وعمل صفحة لمحاربة الظاهرة دي .. عارفين ايه التهمة بتاعتهم اللي اعتقلوا عشانها؟ توزيع بيان التغيير على الناس في الشارع .. مع ان البيان ده المحكمة الدستورية قضت بصحته وانه من حق اي مواطن نشره. للاسف الجهاز الامني بقه يستخدم لضرب ولاد مصر الحقيقيين .. لكن البلطجية وتجار المخدرات محدش بيكلمهم‬
التعليق اللي فات ده من الفيسبوك من صفحة كلنا خالد سعيد مش مني يعني
تصبحوا على خير و رمضان كريم

Tuesday, August 3, 2010

عودٌ أحمد؟؟؟

أحيانا تبدا الاشياء برحلة.
و يا للعجب لا نعرف اننا بدانا هذة الرحلة مع اننا قد خططنا لها و اصرينا على استكمالها و لم ندع كل المعيقات ان تقف في طريقنا كما خططت هي بل كما خططنا نحن.
......
تتنبأ نفسي لنفسي في كل مرة تكون ذواتهم موشكة على الدخول في دورة حياة جديدة،و لم تفشل مرة تنبؤاتهم.

اواخر 2009
زات اوضاعي سوءا على عدة منحنيات الا المادي و ان لم استفد منه شيئا الا المزيد من الصرف في توافه الامور، اذن هو انهيار من نوع اخر.
يمكن سر الحل في اتخاذ قرار تنفيذي و ليس في التفكير فيما يجب فعلا، اتخذ قرارا و افعله‘ تحرك، اخلق موجات في هذة البركة الآسنة بداخلك و اجعلها تتحرك حتى لا تنمو اعشابا ضارة تؤذي عيون الاخرين و قبلهم عيونك على روحك انت.





قد كان قراري بالسفر خارج البلد و الذهاب الى اي مكان استجمامي في مصر. كان كل شيء في جسدي ينادي انه لابد من اجازة حقيقية حسب شروطي و مواصفاتي و خطوط قراراتي.
اخذتها و توجهت الى نويبع. يبدو ان بوصلة أرواحنا توجهنا للمكان الصحيح دون ان تجعلنا نفكر في اي مخار قد تحدث. كنت قد حجزت في فندق محلي لا يتبع اي سلسلة عالمية او اشراف خارجي. صوره كانت حقيقية و واقعة لكن من خلال خبرتي قد تكون الغرف ليست بنفس مستوى النضافة او ان القائمين عليه سوف يكون تعاملي معهم غير مريح
أو أن
أو أن
قد لا تنتهي قائمة شكوكي و ارتياباتي و لكني قررت ترك حفصة المتشككة تستريح قليلا، بل اني قتلتها لامد غير معلوم و افقت روح حفصة القديمة البريئة المغامرة و حجزت في هذا الفندق بعينه دوان عن بقية الفنادق المتوافرة بكثرة امامي.
و لقد كان
لا، لم تكون شكوكي و تخوفاتي التي نجحت هذه المرة لكن روحي قديمة الزمن جديدة البعث هي التي انتصرت..
اصبح الفندق هو مكاني و جنتي الصغيرة، توافقت روحي مع جدرانه و بحره و رمله و الاهم مع القائمين عليه. حقا اصبحت اشعر في بعض الاحيان كأنني قد عشت هناك دهرا.
تركت روح المكان تتحكم بي و كانت من كلماتها ان اذهبي الى هناك حتى و ان لم اقدر على اكمال الصعود. قررت ان اذهب وحيدة، قد يبدو قرارا جنونيا ان اذهب لتسلق جبل وحيدة تماما حتى و ان عينت مرشدا سياحيا،لكنني كنت مصرة على التركيز لعى نفسي فقط و بقوة لا اعلم سببها. رزقت باجمل صحبة قد يتخيلها عقل و تتوق لها نفس متعبة و بدلا من ذهابي وحيدة، عدت باجمل صحبة اتتني من حيث لا احتسب.
مؤخرا بِتُ اعتقد في ما قاله لي احدهم في اخر زيارة لي لمقام الحسين عليه السلام. قد يكون هذا الاحدهم هو "وتد" او شيخ طريقة ما. و لكن ما حدث هو انه نظر لي و وجدت نفسي ارفع راسي من على خشبة سور المقام لانظر اليه مبشارة دونما حاجة لبحث عن مركز لشعاع هذة النظرة. وقع نظره على قلبي و حدثني قائلا "بتعملي ايه هنا؟" جاوبت بقلبي اني بزور واحد من الحبايب. ظل ساكنا و يزغر لي بضحكةبشوش حانية. شرعت اوكد له و قلت" و راس حسين بحبه و بس جاية اسلم عليه" نطق ارا بصوته و قال لي" بس انت مقامك عيسوي و بتحبي يحيي، يا ترى فكرت تسلمي عليهم هما كمان؟"
بُهِتُ فلم استطع له ردا. و من انا لاعرف ما هو الرد. انقذني من تيهي و قال لي ان حلفتي براس حسين مرة اخرى فاحلفي براس يوحنا المعمدان، كلاهما نفس الشان.
كانت هذة زيارتي قبل الاخيرة في صيف 2006 و الاخيرة كانت في مارس 2007 و لكنها كانت هادئة جدا و كان اصحاب الراي قد قالوا ما عندهم و صمتوا للابد.
احيانا تتوالى علينا الاخبار و المعلومات حتى و ان لم نسع لها. دهشت بعدها عندما سمعت من امي ان جدتي المسلمة المصلية و الصائمة و الحافظة لكل فروضها كانت ان اعياها انتظار الاوتوبيس، كانت تدعو لمار جرجس سريع الندهة حتى يأتي الباص بسرعة و لقد كان يحدث بالفعل و يكون ردة فعلها ان لم انسى هو ايقاد شمعة له او ايفاء بندر ما.
لحظة من فضلك، هذا ليس بمقال لتذكيرنا بأشباح الوحدة الوطنية المشوه او استردرار لعطف هؤلاء او انصافا لهؤلاء.
انه فقط استرجاع لذكريات و تقريرها لزمن ما سوف يمضي و ننساه.




استغللت فترة وجودي في نويبع و شددت رحالي لجبال موسى و سانت كاترينا.
حاولت تسلق الجبل، لكن لم اريد، نعم، تعللت بقصور نفسي و لكن لان الرحلة تحولت الى رحلة تجارية بحتة مع الازدياد الجنوني لاعداد السياح المنهمرين على المكان. فقدت الفكرة الكثير من سلوانها. لكن في الدير نفسه كانت هناك بعض الطمأنينة و السكون اللذان كنت انشدهما. صحيح ان الكثير من معالم الدير قد تغيرت لكن ارجو ان تظل روحه قائمة كما دخلتها و انا ابنة 8 سنوات ينشد لها اباها بعض الظليل و الماء النقي من بعد مشقة تسلق الجبل في هذ الحر و هذا السن الصغيرة.
في صعودي و هبوكي للجبل و سكوني في الدير وجدت نفسي تلقائيا اتلو ايات معينة من القران و اتلوا ايات من الانجيل، على وجة الدقة كانت اخر ايات سورة البقرة و الصلاة الربانية. لم هاتان بالخصوص، لا اعرف. احسست بعدها اني قد اديت منسك خاص بي.
نعم قد يعتبرني الكثير مجنونة و الاخرين كافرة و قلة اخير متنصرة و لكني لست الا نفسي.
وقت هذه الرحلة النسكية دعيت الله كأخر مرة و كأخر ملاذ و كأخر محاولة. دعيت له في كل شيء.تقمصتني روح موسى المتهورة و انا اطلب رؤيته و اطالب بحقي منه.


ما ان عدت من رحلتي حتى توالت على الاحداث.
تم فصلي من عملي، قد يبدو سبب الرفد هو مديري السكران دائما ابدا طول اليوم و الذي قرر فجأة ان يحق الحق و يطبقه عليا و لكني لم احزن، هذا ما كنت اخطط له من فترة و لكني لم اعرف كيف انفذه.
اهتزت صداقتي ببعض ممن كانوا قريبين مني جدا، لكني قلت خيرا، فحتما لا نعرف الاخر الا حين يكتمل قمرهم.
اكتشفت خلال فترة جلوسي بالمنزل من هم الاصليين و من هم المزيفين، سواء كانوا حقيقيين الملمس ام من اراهم عن بعد.
اكتشفت مد الزيف الذي يعاني منه البعض و احترست منه قدر المستطاع، كم هو صعب ان تظل تجلد نفسك يوميا خشية الوقوع في ما استنكرته على الاخر. قد يكون الحل هو عدم الاستنكار، لكنني بشر.
كانت من ضمن منعطفات رحلتي هو قرائتي لرواية اقرب ما تكون الى نوع السير الذاتية و ان كنت اراها اكثر من ذلك. توحدت مع هذة الرواية لدرجة اني كتبت عنها و حتى ما كتبته عنها اعتبره النذر اليسير مقارنة بما اكتشفته كل مرة اعيد القراءة فيها.
من كان ليعلم ان رواي قراتها تحدث مجريات امورها في بعد فترة فتجعلني اطلب العون من صاحبها، فقط لينفتح لي عالم داخل نفسي ما كان لينفتح بأجمل من هذه الطريقة.
انا ايضا سوف افقد منزلي عما قريب.
لكن مهلا، هذا لم يكن منزلا فقط، او بيتا فقط، لا تكمن له اي اهمية عندي مقارنة ببيوت اكبر و احدث عشت فيها مددا اطول.
هو لم يكن بيتا و لكنه كان مركز العالم بالنسبة لي. ان كانت مكة مركزا للمسلمين يتوجهون لها، و طريق مار يعقوب مركزا يؤمه الحجاج، فهذا البيت كان يمثل لي مركز ثقلي في العالم. بوصلتي ان ذهبت و ان جئت، ان قلت مصر كان هو، ان قلت القاهرة كان هو، ان قلت تحديدا مصر الجديدة كان هو اول ما يخطر ببالي.
جزء من تعلقي به هو ان جدي لامي بناه في اواخر الخمسينات و لم يكن هناك احد يسكن المنطقة و استنكر الجميع فعلته." انت رايح تبني اخر الدنيا ليه يا استاذ حسني؟ حد يروح هناك برضو؟؟"

يا استاذ حسني، لم تعد المنطقة اخر الدنيا و لم تعد عنها الاقدام غريبة.
يا استاذ حسني، ما شيدته انت كمنزل خاص لعائلتك الصغيرة اصبح مركز الكون لاحدى حفيداتك العديدات و قد تكون الوحيدة بينهم التي اعتبرت هذ البيت مركزها نظرا لاختلاف نشأتها و ظروفها عن الاخرين.

حقل لا اعلم لما هذا البيت بهذة الاهمية لي. هي مجرد حوائط، لكني لمستها في خطواتي الاولى، هي مجرد ابواب، لكني مارست عليها اشد انواع الاكروبات خطورة، هي مجرد عتبات الفواصل بين الغرف، لكنها العتبات التي وقعت عليها و ان اخطو خطواتي الاولى.
اشعري الان انني مثل احد المشردين، صحيح اني قد اقمت في عدة فنادق في القاهرة و كلن ما كان اختيار في وقت مضى، اصبح حل وحيد لا مفر منه.










ما بدأت كتابته على اساس انه وصف لرحلة تغيرت فيها اشياء كثيرة عليَ وجدت انه انتهى و هو ينبأ برحلة اخرى قد تحدث في اي لحظة.
و ان ما اعتقدت انه منتهي، ها هو للتو يبدأ.

الدوحة
3 اغسطس 2010 الثامنة صباحا