احكم الحكم

إن التطرف هو أن تختار مسكنا فكريا و عقائديا لتقيم فيه راضياً عن نفسك و لكنك لا تريد لغيرك أن يختار لنفسه ما يطيب له من فكر و عقيدة بل تلزمه إلزاما بالحديد أحيانا أن ينخرط معك تحت سقف فكري واحد
زكي نجيب محمود

حكمة جديدة
ميموتش حق وراه مطالب

انا افكر اذن انا حاموووووت
حفصة

عتبات البهجة

"الوقوف على عتبات البهجة دائما أفضل من البهجة نفسها... اجل، البهجة أمر سهل، لكن إذا طمعت فيها قتلتك و أهلكتك."
ابراهيم عبدالمجيد-عتبات البهجة

Thursday, August 25, 2011

Monday, August 22, 2011

الحرية لمايكل نبيل

كل اللي عمله مايكل هو انه اتنبأ باسلوب الجيش في التعامل مع الثورة ، الجيش و الشعب عمرهم ما كانوا ايد واحدة
هي دي تهمته الوحيدة، مقالة يتحبس و يتحاكم بسببها محاكمة عسكرية
يا ريت اللي هللوا و طبلوا لاسماء محفوظ يهللوا نفس الهلليلة لمايكل

Sunday, August 7, 2011

الجدار الأزرق

كان الجدار مطليا بلون أزرق نيلي غامق يثير القليل من النفور في نفس الناظر اليه لاول مرة، لكن سرعان ما تعتاد عليه عندما تكتشف اهميته لمحتوى الديكور المتفاعل معه بكل غرابة و اهميته لروح ساكني ذاك المنزل الصغير على الأخص.

مساحات واسعة هي ما يميز هذا المنزل بالرغم من ضيقه و صغر حجم غرفه، اتفق الاثنان انهما من كارهي الاثاث الكثير، الكبير، المعتاد في كل بيوت بلدهم. البساطة هي العنوان، راحة البال اهم من مناظر كاذبة للتباهي امام الخلق من الزائرين، ان كان هناك زائرون

بالكاد كان هناك "ديكور" كما هو متعارف عليه في بيتهما

على هذا الحائط الأزرق الوحيد علقوا التالي

لوحة تعتلي الجدار كانها رأس شجرة الكرسيماس، كتب عليها "هيكاري" اي "النور" باللغة اليابانية
تحتها لوحتين بخلفيات مختلفة لكن في اطار واحد، هي اختارت قطيفة سوداء لتبرز جمال الفضة المتشكلة منها اسمها، و هو اختار قطيفة زرقاء مقاربة للون الحائط
راقتهما فكرة ان يختلفوا في الخلفيات لكن ان يجمعها اطار واحد
يحترم كل منهم خصوصية الاخر و يفهم اين هي حدوده مهما بلغ بهما التواصل و الالتحام
بعذ هاتان اللوحتان
تتنافر معلقات و اطر اخرى لكنها في نفس ذات الوقت تخلق كائنا متجانسا بشكل عشوائي يقترب من فطرة الانسان الاول حين بدا في الخط على جدران كهوفه
قد يكون عمرهما منذ ذلك اليوم الذي خط فيه جد قديم على كهفه و ها هم يعيدون الكره
فقط بادوات مختلفة

نعم هم قدامى جدا
أو ارواحهما على اقل التقدير
هم موقنون بذلك، قد تقابلا اول مرة حين كان هو قائد جيش صغير في جنوب بلاد طيبة و كانت هي حفيدة احدى اللاجئات االقادمات من بلاد الاغريق منذ عصر ولى و احتمت بالجنوب رغبة في فرار لا نهائي من مجهول ما، التاريخ يعيد نفسه
لوحتين اخرتين يمثل كل منهما بحرا بدرجة ضوء مختلفة عن الاخرى و بزرقة مختلفة تماما كما لو ان الماء في تكوينها تختلف كل الاختلاف عن ماء اخرى
واحدة مع شروق الشمس و اخرى عند منتصفها
تمنت لو انها اختارت تلك اللوحة الاخرى التي فيها المياة تترقرق بلون فضة تحت انعكاس القمر على سطح خليج صغير في مكان هو حتما مثال للجنة هنا عالى الارض
لكنها احست باختيارها للوحتين فقط انها تقول انهما من مياهتين مختلفتين تلاقيا من بعد طول غياب
لوحة عرضية اخيرة
بها ثلاثة مربعات مكتوب فيها بنقش صيني

"الحب"

"الخير"

"السلام"

اطار اللوحة اصفر يميل لبرتقالي هاديء
ينتهي المنظر بحد الكنبة الخشبية التي اشتراها عند حصولهما على البيت، كانت بحق عشا لهما اذ انها مريحة الحشو و تحتويهما بشكل عجيب، يقراءن عليها، يشربوا قهوة العصاري امامها، يتابعوا افلامهم الخاصة، حتما فعلوا الكثير في حضن هذة الكنبة الدافئة
القيا عليها مفرشا بنفس لون اخر لوحة ، اصفر يميل الى برتقالي هاديء
ثم اثثا الكنبة بعدد لطيف من الوسائد، كسوتها منقوشة بتطريزات هندية فيها مرايا صغيرة، التطريزات خليط من ازرق نيلي غامق و اصفير يميل الى برتقالي هاديء جدا
على كنبة اخرى القيا عليها مفرشا هو خليط بين اصفر و اخضر، تركوه من دون وسائد، قد يحضروا المزيد من الوسائد لاحقا، فلا داعي للعجلة
في ركن قريب تم نصب قاعدة خشبية قديمة كانت قد وجدتها اثناء تجوالها في الغورية
و من تجول اخر كانت قد وجدت قرص رخامي بديع منقوشة عليه عدة رموز و رسومات هندسية دقيقة و منمنمة عجبت كيف استطاع احد ان يؤلف قلب الرخام لهذة الدرجة؟
تناثرت شموع و عيدان بخور على هذة الطاولة فكانت كما محراب الصلاة في معبد مجهول الديانة
لم يجد هو خيرا من كليم قطني الملمس ليكون سجادة البيت، اعجبها اختياره جدا
كان هذا ما حلما به تكرارا كمنزلا لهم ، عالمهم الخاص الذي لهثوا طول عمرهم لخلقه، لخلق عائلة لهما ،بهما هما الاثنان،قد كان كل منهما شخصية فردية جدا، معتمدة على ذاتها جدا حد انهما افتقدا كيان اكبر يجمعهما بنفسها و يجمعهما ببعضهم البعض

باقي تفاصيل البيت لم تكن ذات اهمية قصوى
يكفي اقل القليل
عفوا
ابسط البسيط
لكثرة تعرجات الحياة امام كليهما، كان هدفهما الموحد من دون اتفاق هو استقامة خطوط كثيرة داخل البيت و بساطة اي محتوى يتم انتقاءه

كلما سنحت الفرصة كانا يحصلان على قطعة يشعروا معها بتواصل معين، كانت هي تشعر ان كل قطعة بمنزلهما لابد ان تكون امتدادا لهما، على الاقل لها هي، يبدو ان بعض الجينات مازالت معها تشعرها بصغرها و بحتمية هروبها من مكان لاخر طوال الوقت

لا تشعر بجذور لهاو لطالما حاولت زرع جذور لكن دون جدوى
اكتفت ببضع انيه فخارية منقوشة برسومات يدوية تزرع فيها ما تيسر من اي بذور
كانت خلقة البذرة تفرح قلبها، تتابع كل يوم الخط الاخضر المنشق في عنفوان من قلب البذرة يعب من ماء الانية عبا، ما ان يتم اول دورته حتى تنقلهم الى انية ملىء بالطين و الرمل و بعض الاوراق الجافة كما قيل لها
ترش عليهم قليل من بودرة قشر البيض حتى تعطيهم شيء من الغذاء
و تنتظر
كان الموت يدرك بعضهم
و يتناسى البعض
تحزن و تفرح كما لو ان الناجين و الهالكين من البذور هم في الاصل من جدار رحمها قد نشأوا
ظلت على هذا النظام حتى بعد ان تركها
لكنها تؤاسي نفسها بحديثها اليومي مع النباتات التي كبرت على مدار سنين طوال
تخرجهم كل يوم الى الهواء الطلق في البلكونة الصغيرة، تشرب هي قهوتها، تربيهم على سماع اصوات الطيور و كيف يميزوا بين نسمة خفيفة او ريح عاتية، حتى لا تقتلع منهم احباءهم
ثم تعيدهم للداخل و تمسح على كل ورقة ، فترى بعض من قطرات دموعها قد بللتهم
تعتذر و تتركهم لتستأنف عملها اليومي على امل ان تهرب يوما لمكان مجهول