احكم الحكم

إن التطرف هو أن تختار مسكنا فكريا و عقائديا لتقيم فيه راضياً عن نفسك و لكنك لا تريد لغيرك أن يختار لنفسه ما يطيب له من فكر و عقيدة بل تلزمه إلزاما بالحديد أحيانا أن ينخرط معك تحت سقف فكري واحد
زكي نجيب محمود

حكمة جديدة
ميموتش حق وراه مطالب

انا افكر اذن انا حاموووووت
حفصة

عتبات البهجة

"الوقوف على عتبات البهجة دائما أفضل من البهجة نفسها... اجل، البهجة أمر سهل، لكن إذا طمعت فيها قتلتك و أهلكتك."
ابراهيم عبدالمجيد-عتبات البهجة

Thursday, July 26, 2007

الرئيس محمد نجيب .. هل تعرفونه ؟؟

الرئيس محمد نجيب هو أول رئيس فى العصر الجمهورى لمصر وكعادة فراعنة مصر أن الفرعون الذى يحكم يمحى أسم الفرعون السابق وأمجاده من التاريخ وقد كتب الأستاذ نادر‏ ‏شكري محمد‏ ‏نجيب فى جريدة وطنى (1) عن هذا الموضوع فقال : " مع‏ ‏الاحتفال‏ ‏بثورة‏ ‏يوليو‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏عام‏ ‏يذكر‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏والسادات‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يتذكر‏ ‏شخص‏ ‏أن‏ ‏محمد‏ ‏نجيب‏ ‏كان‏ ‏البطل‏ ‏الحقيقي‏ ‏لثورة‏ ‏يوليو‏ ‏وأول‏ ‏من‏ ‏كتب‏ ‏بيان‏ ‏الثورة‏ ‏وأعطي‏ ‏إشارة‏ ‏التحرك‏,‏لم‏ ‏يذكر‏ ‏أحد‏ ‏أن‏ ‏يضع‏ ‏يوما‏ ‏أكليلا‏ ‏من‏ ‏الزهور‏ ‏علي‏ ‏قبره‏ ‏تكريما‏ ‏له‏.و‏من‏ ‏خلال‏ ‏لقاءات‏ ‏مع‏ ‏أسرة‏ ‏الرئيس‏ ‏نجيب‏ ‏التي‏ ‏قصها‏ ‏اللواء‏ ‏حسن‏ ‏محمد‏ ‏سالم‏ ‏نائب‏ ‏مديرإدارة‏ ‏بحوث‏ ‏العمليات‏ ‏بالجيش‏ ‏وابن‏ ‏اخت‏ ‏الرئيس‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏شاهد‏ ‏عيان‏ ‏لحياة‏ ‏الرئيس‏ ‏وأيضا‏ ‏الدكتور‏ ‏رفعت‏ ‏يونان‏ ‏الباحث‏ ‏التاريخي‏ ‏الذي‏ ‏قدم‏ ‏رسالة‏ ‏الماجستير‏ ‏الأولي‏ ‏من‏ ‏نوعها‏ ‏عن‏ ‏الرئيس‏ ‏محمد‏ ‏نجيب‏ , ‏وتستعد‏ ‏أسرة‏ ‏الرئيس‏ ‏الآن‏ ‏لإطلاق‏ ‏أول‏ ‏عمل‏ ‏درامي‏ ‏تليفزيوني‏ ‏عنه‏ ‏أعد‏ ‏له‏ ‏السيناريو‏ ‏الصحفي‏ ‏محمد‏ ‏ثروت‏ ‏لإعادة‏ ‏حق‏ ‏هذا‏ ‏الرئيس‏.
‏من هو محمد نجيب ؟
عانى أبوه "يوسف نجيب" اليتم مبكرا، ونشأ معتمدا على نفسه ليعمل في الزراعة والرعي، واستطاع بمشقة أن ينتظم في التعليم إلى أن التحق بالمدرسة الحربية وتخرج فيها 1896، ليخدم بالكتيبة "17 مشاه" في السودان، تزوج من "زهرة" ابنة أحد وجهاء أم درمان، فرُزقا عام 1896 بابنهما الأكبر "محمد نجيب" الذي لم يكد يبلغ الثالثة عشرة من عمره حتى مُني بفقد والده يوسف نجيب -الذي ذاق اليتم هو الآخر في نفس السن- وكان محمد وقتها طالبًا بالقسم الداخلي بكلية "***دون"، التي كانت مدة الدراسة بها 4 سنوات، عانى خلالها من التعالي الذي كان يتعامل به المدرسون الإنجليز مع أهل البلد، ومن ذلك أن "سمبسون" مدرس اللغة الإنجليزية كان يملي عليهم قطعة إملاء جاء فيها: "إن مصر يحكمها البريطانيون"، فتوقف محمد نجيب عن الكتابة، وصرخ في وجهه: عفوا أستاذ.. مصر تحتلها بريطانيا فقط.. لكنها مستقلة داخليًّا وتابعة لتركيا، فثار المدرس الإنجليزي، وقرر معاقبة هذا الطالب المصري/ السوداني بالجلد.. وبالفعل طُبق عليه هذا الحكم العجيب!!
عقب وفاة والده اضطر إلى العمل كموظف صغير براتب شهري 3 جنيهات، ثم قرر دخول المدرسة الحربية. والطريف أنه كان خائفا من قصر قامته سنتيمتر واحد عن الحد المطلوب، وحين أسرّ برغبته لصديقه "إبراهيم عرابي" ابن أحمد عرابي باشا، حاول إبراهيم إثناءه عما ينتوي؛ لأنه يرى أن "الضابط في بلد محتل ليس إلا مقاول أنفار للحفر والردم، ومتابعة أعمال السكك الحديدية"، لكن "نجيب" قَبِل التحدي، وقرر خوض التجربة.
الثائر" يرتحل للقاهرة..
ويصر على حلمه كان كل ما يمتلكه هو 9 جنيهات ترك منها 6 جنيهات لأمه واحتفظ بالثلاث الباقيات لرحلته، ارتدى الملابس الشعبية السودانية ليتسنى له الركوب في القطار بتخفيض، وبعد رحلة استغرقت 6 أيام وصل إلى القاهرة، لكنه فوجئ بتأخره 11 يوما، وأن الدفعة المطلوبة قد بدأت دراستها بالفعل، فصُدم لذلك صدمة عنيفة، لكنه لم يسلم نفسه لليأس وسعى حتى اتصل بالسلطان حسين كامل وسردار الجيش البريطاني، فاختُبر في لجنة خاصة تحت ظل شجرة كافور، وأُلحق بالمدرسة ليتخرج ويعمل في نفس كتيبة والده "17- مشاه"، وعاد إلى السودان لينتظم في عمله، لكن بعد مرور بضعة أشهر أدرك أن حديث صديقه "إبراهيم عرابي" كان صائبًا، وأنه لا يعدو كونه "مقاول أنفار"؛ ولهذا لم يجد أمامه إلا إكمال دراسته في محاولة لتحسين أوضاعه، وبدأ في المذاكرة مرة أخرى حتى حصل على الكفاءة ثم البكالوريا...
الوطن شغله الأول والحرية أمله الكبير
اهتم محمد نجيب بالوطن وكان شغله الأول، ففي 1919 كان بركان الثورة قد انفجر في القاهرة، فقرر نجيب السفر ليشارك في العمل الوطني، وفي طريقه مر أمامه ضابط إنجليزي، وكانت التقاليد العسكرية تستدعي أن يؤدي له نجيب التحية العسكرية، لكنه لم يفعل، فتوقف الإنجليزي ووبخه طالبا منه تأدية التحية، وأصر نجيب على موقفه ولم يتراجع إلا عندما بادله الإنجليزي التحية العسكرية بمثلها.وليس أدل على وطنيته من موقفه حين تزعم مجموعة من زملائه الضباط يرتدون زيهم الرسمي متوجهين صوب بيت الأمة، معبرين عن احتجاجهم ***طهم لنفي سعد زغلول وأقاموا اعتصامًا على سلم بيت الأمة "منزل سعد زغلول".
حاول التخلص من وظيفته بالجيش لتبعيته العمياء لإنجلترا، فدخل مدرسة البوليس لدراسة القانون الإداري واللوائح ليتسلم العمل في أقسام الشرطة بالقاهرة، فأفادته هذه الفترة في التعرف على قاع الحياة فيها، واحتك بطبقاتها المطحونة وشعر بآلامها.. لكن سرعان ما قرر العودة ثانية لصفوف الجيش.
درس من "النحاس" في احترام الحرية
عاد إلى السودان.. لكنه عكف هذه المرة على تأمل علاقة مصر والسودان ببريطانيا، وأصدر كتابًا يرصد فيه أهم مشكلات السودان والخطر الذي يهدد وحدة وادي النيل، وبعد فترة قصيرة نُقل إلى الحرس الملكي، وفي عام 1927 حصل على ليسانس الحقوق، وتزوج للمرة الأولى.. وهو نفس العام الذي أصدر فيه الملك فؤاد قراره بحل البرلمان -لأن أغلبية أعضائه كانوا من حزب الوفد الذي كان دائم الاصطدام بالملك- فتخفى محمد نجيب في ملابس سودانية، وقفز فوق سطح منزل مصطفى النحاس باشا، وعرض عليه تدخل الجيش لإجبار الملك على احترام رأي الشعب، لكن النحاس رفض ذلك بشدة، وطالب بأن يبتعد الجيش عن الحياة السياسية وضرورة ترك هذا الأمر للأحزاب.كان درسا هاما تعلم من خلاله محمد نجيب الكثير حول ضرورة فصل السلطات واحترام الحياة النيابية الديمقراطية، ويبدو أنه الدرس الذي أراد تطبيقه بعد ذلك عام 1954، ولكن الأمور جرت على خلاف ما كان يريد.نجيب والضباط الأحرار اللقاء الأول مجلس قيادة الثورة قبل الانقلاب على زعيمه في 1954منذ اعتلاء فاروق العرش شهدت مصر تدخلات كثيرة من الإنجليز، وكانت حرب 1948 وما حدث للجيوش العربية فيها هو القشة التي قصمت ظهر البعير؛ فقد رجع بعض الضباط الشباب الذين خاضوا مرارة هذه الهزيمة محمّلين بهاجس قوي يدفعهم نحو ضرورة التغيير، والتقت حماستهم مع حنكة اللواء أركان حرب محمد نجيب، وأخبروه بما ينوونه، وأعلن الرجل موافقته وإيمانه بالفكرة.ولم يكن نجيب آنذاك نكرة بل كان بالفعل علما عسكريا فقد حصل على نجمة فؤاد الأول مرتين لبسالته، كما حارب في فلسطين 1948 ونال شرف الإصابة فيها 3 مرات، وحصل على رتبة فريق.بالإضافة لذلك كانت للرجل مكانة علمية مرموقة فهو مؤلف لعدة كتب قيمة، وكذلك حصل عام 1929 على دكتوراه في الاقتصاد.وكان أول اختبار حقيقي لشعبية الرجل داخل الجيش هو انتخابات نادي الضباط التي فازت فيها قائمة الضباط الأحرار بقيادة نجيب بـ 95 % من الأصوات في مواجهة قائمة القصر، حينها أدرك الملك الشعبية الطاغية لنجيب وسط الضباط، فرشحه وزيرا للحربية قبيل الثورة بأيام؛ في محاولة لامتصاص غضب الضباط، لكن يبدو أنها محاولة تأخرت كثيرا حيث لم يتبق على الثورة إلا إعلانها وهو ما تم بالفعل في صباح 23 يوليو 1952 حيث حاصرت قوات الجيش قصر عابدين،** ثم أعقب ذلك أستقالة وزارة الهلالى , وكلف على ماهر بتأليف الوزارة وإختيار أعضاء وزارته .** وفى 24/7/1952 م وافق الملك فاروق على مطالب الجيش فقام اللواء محمد نجيب بالأعلان أن الجيش سيظل مشرفاً على المرافق العامة حتى تحقق حركة الضباط الأحرار ما تهدف إليه وتم أيضاً إلغاء مصيف الحكومة بالأسكندرية ** فى 25/7/1952م قام اللواء محمد نجيب بالسفر إلى الأسكندرية والأجتماع بقيادة الأسطول المصرى الذى قام بتأييد الجيش فى حركته ** فى 26/7/1952م وجه محمد نجيب أنذاراً إلى الملك فاروق بالتنازل عن العرش ومغادرة البلاد , وقامت قوات الجيش بمحاصرة القصور الملكية فى الأسكندرية : رأس التين والمنتزة .. وفى القاهرة : عابدين والقبة وقام الملك فاروق بالتنازل عن العرش وتوقيع الوثيقة الخاصة بذلك ومغادرة البلاد فى الساعة السادسة , وعند تنازل الملك فاروق عن العرش تولى مجلس الوزراء سلطات الملك مجلس الوزراء لحين تعيين مجلس وصاية على الملك الجديد.** وفى 27 /7/1952 م أقسم الوزراء اليمين الدستورية أمام مجلس الوزراء , ثم قام على ماهر بالأجتماع مع رؤساء الأحزاب .** وفى 28/7/1952 م عاد الضباط الحرار والحكومة إلى القاهرة وتم الأفراج عن بعض الضباط الذين قبض عليهم أثناء الثورة والتفت الجموع حول محمد نجيب الذي أعلن أن الجيش سيؤدي ما عليه، ويرجع ثانية للثكنات، تاركا الحكم لأولي الأمر.نجيب: مهمة الجيش انتهت وليحكم الشعب نفسهوكانت روح الحرية التي حملتها هذه البيانات هي السبب فيما تعرض له؛ فقد تصادمت هذه النظرة الراقية للثورة مع طموحات الضباط الشباب الذين وجدوا أنفسهم يحكمون مصر بين عشية وضحاها، وما جاءوا إلا ليبقوا، وجاء الأمر أسهل مما تصوروا، فالانقلاب الذي جاء لتصحيح الأوضاع والرجوع للثكنات تحول في لحظة إلى ثورة 23 يوليو المجيدة (!)
ومنذ هذه اللحظة بدأت الشباك تُنصب حول محمد نجيب وحول الديمقراطية بشكل عام، وبدأ رجل قوي آخر يخرج من الظل الذي ارتاده لحاجة في نفسه، وكان هذا الرجل هو جمال عبد الناصر الذي شرع في التخلص ممن ظن أنهم يمثلون خطرا عليه، وأولهم محمد نجيب، فبدأ أولا في تدبير أزمة مارس 1954 ثم حانت الساعة الفاصلة في نوفمبر 1954 عندما فوجئ الرئيس وهو يدخل قصر عابدين بضباط البوليس الحربي، ‏فقال‏ ‏له‏ ‏عبد‏ ‏الحكيم‏ ‏عامر‏ ‏ومعه‏ ‏حسن‏ ‏إبراهيم‏ ‏في‏ ‏خجل‏ ‏إن‏ ‏مجلس‏ ‏قيادة‏ ‏الثورة‏ ‏قرر‏ ‏إعفاءكم‏ ‏من‏ ‏منصب‏ ‏رئيس‏ ‏الجمهورية‏ ‏وأخبره‏ ‏عبد‏ ‏الحكيم‏ ‏عامر‏ ‏أن‏ ‏اقامته‏ ‏في‏-‏المرج‏ ‏باستراحة‏ ‏السيدة‏ ‏زينب‏ ‏الوكيل‏-‏لن‏ ‏تزيد‏ ‏علي‏ ‏بضعة‏ ‏أيام‏ ‏ويعود‏ ‏بعدها‏ ‏إلي‏ ‏بيته‏ ‏ولكن‏ ‏إقامته‏ ‏بالمرج‏ ‏استمرت‏ ‏حوالي‏29‏سنة‏ ‏تقريبا‏....‏ولقد‏ ‏حزن‏ ‏محمد‏ ‏نجيب‏ ‏عند‏ ‏دخوله‏ ‏الفيلا‏ ‏في‏1954/11/14‏لأول‏ ‏مرة‏,واستمر بها إلى أن نقلوه إلى شقة أكثر ضعة لحين وفاته عام 1984.وظل عبد الناصر قائما بأعمال الرئيس إلى أن تم انتخابه في يونيو 1956 رئيساً منتخباً لجمهورية مصر العربية بعد حصوله في استفتاء شعبي على نسبة 99,8% (!!!) من مجموع الأصوات.خطف الرئيس محمد نجيب ‏وفي‏ ‏نوفمبر‏1956‏خطف‏ ‏من‏ ‏معتقل‏ ‏المرج‏ ‏إلي‏ ‏صعيد‏ ‏مصر‏ ‏وقيل‏ ‏إنه‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏المقرر‏ ‏قتله‏ ‏في‏ ‏حاله‏ ‏دخول‏ ‏الإنجليز‏ ‏القاهرة‏ ‏أثناء‏ ‏العدوان‏ ‏الثلاثي‏ ‏علي‏ ‏مصر‏ ‏وذلك‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏سرت‏ ‏إشاعه‏ ‏قوية‏ ‏تقول‏ ‏إن‏ ‏إنجلترا‏ ‏ستسقط‏ ‏بعض‏ ‏جنود‏ ‏المظلات‏ ‏علي‏ ‏فيلا زينب‏ ‏الوكيلفي‏ ‏المرج‏ ‏لاختطاف‏ ‏اللواء‏ ‏نجيب‏ ‏وإعادة‏ ‏فرضه‏ ‏رئيسا‏ ‏للجمهورية‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏بدلا‏ ‏من‏ ‏الرئيس‏ ‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏فانتهز‏ ‏ركوبه‏ ‏السيارة‏ ‏في‏ ‏رحلة‏ ‏العودة‏ ‏فقام‏ ‏بكتابة‏ ‏ورقة‏ ‏استغاثة‏ ‏وقام‏ ‏بإلقائها‏ ‏من‏ ‏السيارة‏ ‏يؤكد‏ ‏فيها‏ ‏اختطافه‏.القطط والكلاب أوفى من البشر أحيانا؟!لم يجد أول رئيس جمهورية مصري من سلوى إلا تربية القطط والكلاب.. طيلة 30 عاما هي فترة إقامته الجبرية في منزل بعيد بضاحية المرج، مُنع من مقابلة أحد حتى إنه ظل لسنوات عديدة يغسل ملابسه بنفسه، حتى سمح له جنوده "ضباط الثورة" بخادم عجوز يرعاه، ولم يقفوا معه عند هذا الحد بل تفننوا في إيلامه وتعذيبه، وانسحب ذلك على أسرته أيضًا وتلك مأساة أخرى، فابنه الأكبر "فاروق" اتهم بمعاداة النظام بعد أن افتعل معه أحد أفراد الشرطة مشاجرة وزج به في السجن ليتعرض لأقسى ألوان التعذيب النفسي والجسدي ثم يخرج ليموت كمدا وقهرا.والابن الأوسط "علي" الذي كان يكمل دراسته بألمانيا، ويقوم بنشاط هام في الدفاع عن القضية العربية وعن مصر ضد من يهاجمونها، اتُّهم من قبل أصدقاء والده القدامى الذين لم يعجبهم أمره بأنه يريد أن يعيد صورة والده إلى الأضواء، وقُتل في بلاد الغربة وأحضروا جثته، ومُنع الأب رغم توسلاته من شهود دفن ابنه أو الصلاة عليه، ولم يتبق له من الدنيا سوى ابنه الأصغر يوسف الذي تعثر في دراسته، وحصل على شهادة متوسطة ثم التحق للعمل بالحكومة، وتم فصله بقرار رئاسي (!!) ولم يجد أمامه إلا أن يعمل سائقا للتاكسي.رحل الرجل في صمت في أوائل الثمانينيات بهدوء شائن لكل الأطراف ليترك لنا كتابه "كنت رئيسا لمصر" الذي حكى فيه مذكراته دون أن يسب أحدا أو ينال من أحد حتى أعنف ظالميه، وليترك علامات تعجب حول معاني الوفاء والغدر، وسؤال كبير لا يزال يطرق أذهاننا: ألا يصلح الطيبون للسياسة في أوطاننا؟
-المصــــادر:الوثائق الخاصة بالرئيس محمد نجيب - عادل حمودةكنت رئيسا لمصر – محمد نجيب سيرة ذاتيةعدد من المجلات والجرائد المصرية.
منقول
وصلني في ايميلي من ما يبدو انه مجموعة بريدية

Wednesday, July 18, 2007

حكمة للحياة أو قل هي الحياة



" جرى تناقل هذه القصة من جيل إلى جيل، حتى يتذكرها الجميع: إن الصراع مع الله ضروري أحيانا. و كل كائن بشري يكتشف، في وقت من الأوقات، أن مأساة حلت بحياته. قد تكون هذه المأساة دمار مدينة أو موت طفل أو اتهاما دون دليل، أو مرضا يتركه عاجزا إلى الأبد. عندئذ يدفع الله الإنسان إلى تحدي إرادته، و مواجهته، و الجواب عن السؤال التالي:"لماذا تشبثت، إلى هذا الحد، بحياة وجيزة للغاية و حافلة بالعذابات؟ أي معنى لصراعك؟

فالإنسان، الذي لا يعرف الجواب عن هذا السؤال، يختار الخضوع و الاستسلام.أما الذي يحاول أن يفتش عن معنى لوجوده، فيدرك أن الله ظالم، و يتصدى للقدر.عندئذ، تنزل نار أخرى من السموات، ليست النار القاتلة، بل تلك التي تدمر الأسوار القديمة، و تمنح كل كائن بشري إمكاناته الحقيقية. الجبناء لا يتركون أبدا لهذه النار أن تلهب قلوبهم.و كل ما يرغبون فيه هو أن يعود الوضع سابق عهده، حتى يتمكنوا من متابعة الحياة و التفكير، كما ألفاها. أما الشجعان، فيضرمون النار في كل ما هو قديم و بائد، حتى لو كان الثمن الذي سيدفعونه، العذاب الداخلي الكبير و يتخلون عن كل شيء، حتى عن الله ،و يسيرون قدما إلى الأمام.

الشجعان هم دائما : عُند.

و من السماء يبتسم الرب رضي. هذه هي إرادته: أن يتحمل كل إنسان مسؤولية حياته بالذات. ثم إن الله منح أبناءه أعظم العطايا، و هي القدرة على الاختيار و البت في أفعاله.

وحدهم الرجال و النساء، الذين أحرقتهم النار المقدسة، يملكون الشجاعة لمواجهة الرب. و وحدهم يعرفون طريق الرجوع إلى حب الله، لأنهم يدركون أن المأساة لم تكن في النهاية عقابا، بل تحديا."



هل نحن كذلك ؟ مثلا إذا أردنا فرضا؟؟ هل نحن بالفعل هكذا؟؟ عرائس نتحرك بخيوط الروح؟؟
هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟؟ نعم أتى حين من الدهر لم يكن فيه الإنسان شيئا مذكورا، فلم تذكره الرب؟ و لم الصراع؟؟
فقط كي يشاهدنا الرب و نحن نتمرد؟؟
فقط كي يعطينا نتائج لاختبارات لم ارغب في الدخول إليها؟؟

صدقا كما قال حكيم العقل:و ما الدنيا إلا مسرح كبير

Saturday, July 14, 2007

البرص ده حيجنني

من يومين خير اللهم اجعله خير زارني في اودة القعدة برص
بتقولوا ايه يا ولاد؟؟؟ بنقول برص
وانا شفت البرص من هنا وتزاحمت فى راسى كل الأفكار السوداوية المناهضة للبرص
و اللي مش عارف يعرف اني ممكن احاول استجمع مفاصل ركبي و اواجه اسد و لا انيش اقابل برص و لدي اسبابي
الاسد كبير حشوف هو رايح فين و ناوي يلتهمني من انهي حته يعني حيبتدي بالدراع و لا حيخش على الراس طوالي و كده يعني لكن البرص صغير و مفعوص لكنه داهية، يفضل يناور و يناور و يستخبى و يلعب لي بديله بيغيظني
وماما كانت بتحكيلى زمان ان البرص حيوان شرير لأن الحيوانات كلها كانت زعلانة على سيدنا ابراهيم لما البابليين رموه فى النار وكانو كلهم قاعدين يعيطو إلا البرص كان شمتان يعنى لما الزرافة كانت عندها اكتئاب والحمار اصيب بالوسواس القهرى ابو الأبراص كان قاعد ينفخ فى النار وفرحان اوى
وتشجعت تحت تاثير الأثر اللى بيقول ان اللى يموت برص ياخد اوبشن زيادة فى الجنة و كانت كل الافكار و المعتقدات الشعبية قدام عيني بتقلي يا انا يا البرص ده النهاردة
انا بقى حاوريه اخرة تدخله في حياتي و اقتحامه وكري و مسكن عيشتي و بما انه يوم خميس و برامج التي في بجميع محطاته الفضائية و الارضية مملة و سخيفة فكان هو محور اهتمامي فاضية بقى و المثل بيقول الفاضي يعمل قاضي
اولا بدا البرص في الظهور و اطل براسه من الشباك بتاع فتحة التكييف
انا قلت يا اهلا بالمعارك لكن بعد ما كنت رقعت بالصوت و لميت اهل القبيلة كلهم

ايوة النقطة السودا دي هي راسه الكريمة اول ما هل

و بعدين بدا يتمشى و يستكشف المنطكة

و بالفعل حس ان الدار امان و بدى يتجول في محيط اكبر شوية يا حرام مش عارف اللي مستنيه


و راح اخد يمينه




و بعدين زودها اوي و بدى يتسرمح و بعد عن وكره بمسافة كبيرة






و هي دي كانت غلطة عمره الاخيره لانه سمح لرشاش الديتول انه يوصله و نال منه ما نال
و نزل مخنوق و بيفرفص و نط على الارض
و كملت عليه و نزلت على فص مخه الامامي بالمقشة فانقلب ميتا و محروق
للاسف ملحقتش اصور اللحظة اللي كان بيرمي نفسه فيها من اعلى علو فيكي يا حيطة على الارض فاكر انه بيهرب مني
هههاؤوووو

و دي كانت نهاية البرص اللي يخش اودتك يا حفصة و انا من بلؤي ده بدعو كل الابراص انهم يعتبروا اللي حصل ده انذار خفيف و توعية للنشئ القادم في الصيف انهم يفكروا مليون مرة انهم يقتحموا على بيئتي او يدخلوها

و على راي المثل صباخ الخير يا جاري انت في جحرك و انا في حالي





Monday, July 9, 2007

عامى الثلاثون

مرت ليلتان إلى الآن على ذكرى مولدي الثلاثون
لم افقههما بعد
ماذا يعني الثلاثون و أي قيمة له؟؟ بحسبة تقريبية هو ما يقارب نصف عمري، أي والله نصفه. مر هكذا، انتقص منه أربعة سنوات عدم إدراك فعلي، فيهم إحساس لكن لا إدراك بالمعنى المتعارف عليه. الرقم الثلاثون، لن يتكرر، و لم تتكرر الأرقام التي قبله لكنها كانت أرقام صغيرة. ماذا يعني 18 و ثلاثة و عشرون، لا شيء سوى البراءة و الخروج و الضحك لايما سبب

و لكن ثلاثيني غير، لن استطيع أن أقول شيئا ما و عشرون بعد الآن
أتذكر أن هذا حدث معي و أنا اتمم عامي العشرون و لكن كان شعوري شعورا جارفا بالفرح نعم لقد خرجت من سن المراهقة و دخلت سن العشرون .
عامي الثلاثون، حاربت نفسي كثيرا كي لا أصل لهذا الرقم، و لكن كنت مثل دون كيوته الذي حارب طواحين الهواء معتقدا أنها الأعداء. عامي الثلاثون أوقفني في نقطة لا اعرف مداها و لا اعرف متى سوف اخرج منها


عامي الثلاثون حمل لي في طياته الكثير من المفاجآت و العديد من الأحداث أرضى أن واحدة منها هي ما يعنني على هذه الحياة أما الباقي فهي الحياة بكل صفعاتها القوية المتبجحة
عامي الثلاثون عدت فيه لعادتي المحبوبة ، عدت للقراءة بعدما جرفني فيضان الشلال التدويني الفضائي
عامي الثلاثون اكتشفت فيه نفس و واجهتها
عامي الثلاثون اعتبره ندا لي و لكن ما زلنا في بداية المعركة
انظر لطفلة كان لا هم لها و انظر لعامي الثلاثون لأسأله ماذا فعل بها؟يتهكم و يرد بأنها هي من طلبت أن تعرف و هي التي سالت و أحبت أن تدخل من باب لا رجوع منه


عامي الثلاثون هو عامي الفريد فلن تكون له طلة العشرون و لا بهاوة الأربعين و لا حكمة الخمسين إذا توفرت

عامي الثلاثون أهلا بك غير سهلا