احكم الحكم

إن التطرف هو أن تختار مسكنا فكريا و عقائديا لتقيم فيه راضياً عن نفسك و لكنك لا تريد لغيرك أن يختار لنفسه ما يطيب له من فكر و عقيدة بل تلزمه إلزاما بالحديد أحيانا أن ينخرط معك تحت سقف فكري واحد
زكي نجيب محمود

حكمة جديدة
ميموتش حق وراه مطالب

انا افكر اذن انا حاموووووت
حفصة

عتبات البهجة

"الوقوف على عتبات البهجة دائما أفضل من البهجة نفسها... اجل، البهجة أمر سهل، لكن إذا طمعت فيها قتلتك و أهلكتك."
ابراهيم عبدالمجيد-عتبات البهجة

Monday, August 31, 2009

لماذا احتاج لبشر؟


اجلس وحيدة
ايا كان المكان فانا دائما وحيدة
البيت
الغرفة
العمل
السوبر ماركت
صالون التجميل
حتى جلسات الشبكة العنكبوتية
ان خرجت فاظل وحيدة حتى و ان كنت مع اخرين
شعور غريب لتعريف اغرب لمعنى الوحدة الجديدة
دائما اشعر اني بحاجة لكي اكون بقرب الاخرون
دائما هم الاخرون من احتاج اليهم
قد يقول قائل دعي عنك البشر و اخلقي عالمك بنفسك
قد يقترح ان اشعر نفسي بامتلاء عاطفي ذاتي الانفعال حتى لا اشعر اني احتاج لبشر
قد يبدو هذا ظريفا يا بعيد
لكن ما هو المعيار؟
من يقول ان البشر لا غنى عنهم او هناك امكانية ان يكون استغناء عنهم؟
يكفي ان هذا هو شعوري
هذا ما اشعر به الان
وحيدة بل فردية، اعيش في مجتمع عائلي درجة اولى،هناك الف علامة تذكير باني مفردة، لا قيمة لي الا ان كنت وسط قطيع مصغر اسمه عائلة
يتضخم شعوري بالوحدة عند سماع اخبار محزنة مثل وفاة محمود عوض وحيدا و عدم اكتشاف موته قبل مرور يومين كاملين عندما تاخر في تقديم مقالته الاسبوعية
و عندما لم يذهب لطبيبه كما هو معتاد
كم هو اليم وقع الخبر
اتخيل كيف مات؟ كيف كانت لحظاته الاخيرة؟ هل اشتاق لنداء مساعدة و لم يجد من يسمعه فمات حسرة قبل ان يموت فعليا؟

الامر من ذلك ان وفاته تأتي مع ذكرى رحيل نجيب محفوظ
والتي تمت بنفس الشكل تقريبا
سقوط من على سرير مستشفى
اضافة لكمية لا باس بها من انهيارات جسد طال عمره
لم يشعر به احد
و كأن الوحدة مكتوبة حتى في لحظة الموت بكل قسوتها و رعبها

حاليااشعر بمرار فائق العلقمية في حلقي
لم يمت محمود عوض فقط يوم وفاته
بل مات يوم ان قررنا ان ننساه و لا نهتم بعقلية مثل هذه و يوم ان بدات تتسرب شائعات انه لم يمت قضاء لله و تنفيذا لقدره بل هناك شكوك جنائية

و لم يمت محفوظ يوم وفاته
تظل كتبه و رواياته خالدة حتى و ان عبثت بها اقلام خيبتها تقيلة مثل تذييل العوا لرواية اولاد حارتنا الذي ادهشني منذ عام و مازال و لا اجد له اي تفسير منطقي
و يبدو لي ان هذا هو عين العقل، فان لم اجد منطقا، في كلامه، فدعونا نهيس اذن

5 comments:

على باب الله said...

"Every living creature on earth dies alone."
( من فيلم دوني داركو )

يظهر كمان من بوستك ده أن الإنسان مش بس بيموت وحيد ، ده كمان ممكن يعيش وحيد

فاتيما said...

لا تهييس و لا حاجة يا حفوصتى
إنتى كتبتى مشاعر الحزن المختلطة بالحسرة اللى إنتابت اغلب من سمع بالخبر
الرجل كان وحيداً و يستمتع بودته لأنها خيرا من جلساء الأذى و أفضله من التواجد و السير ف ركب لا يرضاه و لا يحبه
مات وحيد صحيح
لكن بإختياره و بكبرياء الإستغناء عن الناس كما فعل طول عمره
لا تحزنى علي موته بهذا الشكل
كم واحد حى يتمنى ان يكون فى نفس مكانته و يموت موتة اصعب من كدا ؟
اقصد الدخلاء على الصحافة و الجهلاء و المنافقين و غيرهم اللى محدش بيفتكر اسمهم و لا عاوز يعرفهم اساساً
محمود عوض مات إكلينيكا فقط
زى عمنا نجيب محفوظ تمام و كل حد قدم حاجة بضمير للبلد دى و للإنسان عموماً
رمضانك كريم يا حبيبتى !!!

Bella said...

انا ايضا حزنت كثيرا لوفاة الاستاذ محمود وتعرضه لتجاهل شديد بعد ان كان ملء السمع والبصر
هذا الشخص الهادئ دمث الخلق الذي يتحدث بصوت خفيض فلاتكادين تسمعين صوته
رحل في صمت كما عاش في وحدة قاتلة

رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته

ذو النون المصري said...

اعتقد ان اي انسان مثقف هذه الايام لا بد ان يكون شعوره الغالب عليه هو الوحده
و اعتقد ايضا ان الانسان المثقف عموما مهدد بان يموت وحيدا دون ان يدري به احد
حتي ليمكننا ان نسمي كل انسان يموت وحيدا دون ان يدري به احد انه مات ميتة المثقف

^ H@fSS@^ said...

رمضان كريم عليكوا كلكوا
و لو انها ايام مش ظريفة بتعدي على الكل و على جميع المستويات

:(


خالص تحياتي