ستة اكتوبر الثالثة

مرت سنة كاملة على اول مدونة لي، لم تعش المسكينة الا 3 اشهر و من ثم توفيت. قبلها لم اكن اعرف ما هو التدوين و لا ما هو البلوجسفير بتاتا.
في سنة 2005 كانت تصلني رسائل في ايميلي من مجموعة اسمها المصرييين كنت اقرءاها و اجد اخبارا لا اجدها في الصحف المعتادة امثال الاهرام و الاخبار. كنت اقراء كل ما ياتيني الى ان جاء يوم و قرات رسالة لاحد المشتركين يتحدث فيها عن فتح تحقيق في مقتل السادات و ان السادات هو زعيم مصر و بالمجمل كان الكلام يمدح في السادات و يمجد افعاله، دهشت جدا لانه هناك شخص يتحدث و بكل هذه الصراحة عن موضوع مقتل السادات و قررت زيارة الرابط الموجود في اسفل الرسالة، لم يكن هذا المشترك الا وائل عباس نفسه و من يومنا هذا اصبح موقعه مهما بالنسبة لي و لاخي جدا نتابعه و نقرا ما فيه بكل اهتمام لاننا كنا نعتقد ان محبي السادات قليلون و لكن ثبت حطا هذا الاعتقاد.
المضحك في الموضوع اني لم اكن اعرف ان صفحة وائل عباس هي عبارة عن مدونة و كنت مقتنعة تمام الاقتناع انها بالفعل جريدة لدرجة انه في اول اجازة لي الى مصر رحت اسال بائعين الجرائد عن جورنال اسمه الوعي المصري و لما كان الرد بالسلب قلت مؤكد دي جريدة معارضة و نسخها على قدها.
قبل ذلك كانت لي قراءات في "صفحات" اجدها مسلية و تفتح مواضيع غريبة لا اجدها في اي جريدة او قناة اخبارية، فمثلا كنت ابحث عن كلمات الليلة الكبيرة فوجدت مقالة شخصية في صفحة اسمها الست نعامة و الكفار و اعجبت جدا بهذه الصفحة، و مرة اخرى كنت ابحث عن معلومات عن مالكوم اكس فوجدت صفحة مالكوم اكس المصري و هي كمان غريبة و مثيرة للاهتمام و مرات اخرى ابحث عن موضوعات متفرقة لأجد لها وجود في صفحة لاثنين مشتركين اسمهم منال و علاء . كل هذا على مدار 2005 او يمكن من قبل ذلك و انا لا اعرف ان هذه مدونات شخصية لاشخاص عاديون جدا .
اصبحت صفحة الجريدة المسماة بالوعي المصري مهمة جدا في تصفحي اليومي للشبكة العنكبوتية . ذهبت لامريكا العام الماضي و لم اكن لاتم اسبوعا حتى اصبت بالمرارة و تقرر اجراء عملية و استلزم ذلك جلوسي في حجرتي لمدة عشرة ايام. يا ربي ماذا افعل في عشرة ايام و انا وحدي في بلد جديد لا صديق فيه ولا اهل. شكرا لمجانية الاتصال بالشبكة في حرم الجامعة حيث اسكن فقررت اني سوف اسبح الى اخر مداي في الفضاء الافتراضي فلا يوجد اي شئ يمكنني فعله غير الجلوس في سريري . و كما هي عادتي في تصفح الوعي المصري و جدت في اخر العدد نشيد للبلوجرز من الفنان المتعدد المواهب خالد الصاوي و طبعا لسذاجتي تسالت من هما دول البلوجرز اللي هو بيغنيلهم؟؟ و وجدت ان وائل قد وضع رابط لما يسمى مدونة خالد الصاوي، فتحت الموقع و رايت ان هناك اشعارا اكثر من رائعة و صورة للفنان الجميل و هناك الكثيرون من الاشخاص يعلقون و يحللون في شعره. لمدة يومين كنت افتح ، اقراء، اتعجب و اخبط كف بكف ثم اغلق الصفحة، فلم اكن استطيع ان اتصور ان فنانا له مشاغله و ارتباطاته يمكنه ان يكون على هذا النوع من التواصل الحي المباشر مع اناس عادية و شخصيات خاصة مثلنا نحن. بعد فترة قررت ان اعلق انا ايضا لوجود بعض النصوص التي اعجبتني جدا و فؤجئت ان الصاوي يتسأل لماذا لا افتح مدونة بل و بدا يشجعني بقوة . لن اخفيها صراحة انه الى هذا الوقت لم اكن اعرف ماذا يقصد ( ارجو عدم الضحك بشماتة) ثم بدات خطوة خطوة اقرا التعليمات الخاصة بانشاء مدونة بدات انشاء المدونة في يوم 3 اكتوبر و انتهيت منها في 6 اكتوبر و لم اكن قررت ذلك عن عمد بل كانت الصدفة السعيدة.
بعد دخولي عالم التدوين تعرفت على الكثيرون و اكتشفت الكثير من اشخاص و افكار و تيارات و عقول منها الغث و منها السمين . لن اذكر اسماء بعينها سواء لاصدقاء او اغبياء لخوفي من نسيان اسم و من ثم حدوث زعل
لكن لي الشرف ان اقول ان اول من علقت عندي و شجعتني و علمتني بعض الخواص عن المدونات كانت مروة المعروفة بوينكي و ايضا هناك ذو النون الذي يعتبر توامي في التدوين فهو ايضا قد بدا مدونته في 6 اكتوبر و لكن مدونته لم تتوفى كما حدث معي، حسد بقى تعمل ايه.
ان فكرة قدرتنا على التواصل مهما بعدنا عن بعضنا البعض مازالت الى الان تبهرني و هي غير فكرة التحادث كما في غرف المحادثة او على الياهو و غيرهم.
لن اتحدث كيف قلب التدوين حياتي راسا على عقب، فتح ابوابا و كشف اشخاصا و جعلني ااكد شخصيتي و اكتشف ما في و ما علي و ما في الناس و ما عليهم. شئ وحيد مؤكد اقره لي التدوين اني مهما فعلت او تغربت هو اني ذات شخصية مصرية صرفة بغض النظر عن لوني او تعدد اعراقي او اختلاف اماكن نشاتي. ابقى مصرية شائت الحكومة المصرية ام لم تشاء، سواء حصلت على الجنسية ام لم احصل.