عودة الروح

ان تبدا يومك وانت تشعر بوخز في المكان الايسر من صدرك معلنا حالة تعب جديدة كليا و غريبة على قلبك، فلهو صباح غير سعيد . ان يستمر هذا الالم طوال يومك، فلا تقدر ان تمشي دون ان تنهج و حتى و انت تحاول النوم في السرير ( علها تكون وفاة سلمية) ، فلهو يوم لا يجب العبث به او نسيانه. ان تشعر للحظات ان هناك ضوء خافت يزحف امام عينيك يسلبك الرؤية و يفصل عالمك عن محسوساته فلهو بالمشهد القيامي.

ان تفاجأ ببرودة ردة فعل من هم حولك فتلك لحظة حقيقة عارية قبيحة الجسد، ان تشعر انك في وداع ما تستوعبه انت كعالم فهي ساعات قليلة مرت كأنها دهرا .

يخبرك الطبيب انك " بخير" و انه لا توجد عوارض " خطيرة" ولكن لابد من التاكد في غضون الايام القادمة من سلامة القلب و "العقل" و الضغط و انت لازلت في ثلاثينك، فهي و اذن و لا شك علامة سوداء في ملف انجازاتك الصحية.

كل هذا لتكتشف ان القليل من البكاء يشفي تعب قلبك الحزين، كل هذا ليتيقن قلبك انه شخص واحد فقط هو القادر على اسعادك و لملمة بقاياك المتناثرة ، و مع هذا ، فذلك الشخص يبعد عنك شيئا من الكيلو مترات و لا تملك الا ان تستمع لصوته و هو يقول" لا تجزع، كلها لحظات و سوف تتلاشى المحزنات"!!؟؟

كل هذا يحدث في يوم مغبر السماء متربها فقط لتكتشف انك بالفعل طبيب نفسك و ان دوائك في بكائك و دمعتين ينسالوا على خدك لمواساتك و يصبروك خيرا بما هو اتي .

انت تنهي اليوم و تكون الروح قد عادت و عاد معها الوعي، فلهي خاتمة لا باس بها ليوم حافل بالاستكشافات المؤلمة و الحقائق المبهرة و مقطفات من "احدى عشر دقيقة" لباولو كويلو ما زال اثرها يرن في تلافيف اعصابك المخية


ياله من يوم، يالها من اكتشافات، يا لها من خاتمة ، فلعودة الروح ثمن ندفعه في معبد الاله فيتركنا نشكره على " رحمته" الواسعة.