احكم الحكم

إن التطرف هو أن تختار مسكنا فكريا و عقائديا لتقيم فيه راضياً عن نفسك و لكنك لا تريد لغيرك أن يختار لنفسه ما يطيب له من فكر و عقيدة بل تلزمه إلزاما بالحديد أحيانا أن ينخرط معك تحت سقف فكري واحد
زكي نجيب محمود

حكمة جديدة
ميموتش حق وراه مطالب

انا افكر اذن انا حاموووووت
حفصة

عتبات البهجة

"الوقوف على عتبات البهجة دائما أفضل من البهجة نفسها... اجل، البهجة أمر سهل، لكن إذا طمعت فيها قتلتك و أهلكتك."
ابراهيم عبدالمجيد-عتبات البهجة

Wednesday, June 3, 2009

تيسير بركات....حين يكون الفن رسالة سامية بحق


تيسير بركات- فنان تشكيلي فلسطيني: دائما الظروف الصعبة هي سيف ذو حدين تجبر الإنسان مرات على الإبداع والابتكار طرق جديدة في الاتصال والتواصل رغم كل الجنون اللي بيسووه إلا إنه إحنا قادرين إلى أن نوصل صوتنا ورسالتنا إلى العالم مضبوط في صعوبات كثيرة ولكن العقل الفلسطيني في هذه المرحلة يبدع طرق متنوعة لهذا الاتصال



حين يكون صاحب القضية عالمي التفكير اكثر من مدعي المؤازرة
من فترة شفت تقرير في الجزيرة عن فنان فلسطيني افتتح معرضه في الضفة . الاول استوقفني ان نفس نوعية فنه غريبة جدا مسمعتش عنها من قبل، برادة الحديد، بيصنع منها اشكال و لوحات متعددة و كل لوحة لها فكرة و قصة و روح. بصراحة انا مش بفهم في الفن، و لكن بتفكير منطقي اعتقد ان الشغل ببرادة الحديد يستلزم صبر طويل التيلة اوي و كمان مخ خيالي ابداعي من الدرجة الاولى بحيث انه قدر يشوف الناحية الجمالية في برادة الحديد.
عادة الحديد مرتبط معانا بكل ما هو قوي و قاسي و صلب، و كل ما هو تصنيعي و مشروعي الطبيعة و ضخم الانتاج، طيارات و سفن و الات حرب و خرسانة بناء، لكن ان تتحول برادته لوحات فنية دقيقة التفاصيل و المنمنات، فده الجديد بالنسبة لي.
ما بعد الجديد في خامة اللوحات كان عقلية بركات نفسه، مؤخرا اصبحت لا اطيق الكثير من حديث الفلسطينيين عن نفسهم، و علي ان اوضح للقارئ المار من هنا لاول امرة اني نصف فلسطينية، الكثير من الانانية هي طابع الحديث، هم محور الكون، قضيتنا هي محور العالم، ماساتنا هي اهم ماساه، اما ان تؤمن بالقضية و تتحدث عنها في كل مكان و زمان و تحارب من اجلها و توجه كل الجهود و الامكانيات للاعلان عنها، و اما تصبح عميلا او طابورا خامسا او غير وطني او غيور على قضيتك. اصبح هناك مصريين يهتموا للشان الفلسطيني اكتر من اهتمامهم بشانهم المصري بل اكثر من اهتمام الفلسطينيين بشانهم هم انفسهم. ليس المصريون فقط بل جنسيات مختلفة، حتى اندونيسيا التي ترزح تحت خطوط فقر و تخلف و جهل كثيرة، تضامنت مع فلسطين في حربها الاخيرة و لم نسمع من قبل عن تظاهرهم بهذه القوة اعتراضا على نظام انتخابات غريب لا ينتهي و ما ان ينتهي حتى يشرعوا في الانتخابات اللي بعده.

من مجمل اقوال تيسير في لقائه في الجزيرة انه عندما يخلق لوحاته و اعماله فانه يفكر في من هم بعيدين عنه في المكان، مختلفين عنه في التوجه او اللغة، لكنهم يتوحدون معه في نفس العناء و الشقاء و الحزن.

فيقول هنا:
"ليست فلسطين وحدها الجريحة لذلك ‏هناك جراح اخرى في العالم في العراق ونوكشط كما تجولت في القرون الوسطى في ‏زمن نبوخذ نصر".‏

و في هذا الموقع يقول فيه تيسيرعن نفسه الاتي:
"

ومما جاء في نص سيرة ذاتية وضع على مدخل المعرض

"لا اسم لي ولا شكل لا ‏قيمة لي في هذا الزمن يمكن ان تجدوني ميتا في نفق على الحدود المصرية او ‏متسولا في احدى شوارع نوكشوط او حاوية قمامة في جباليا.. او طائرا مبللا ‏بالبترول على شواطئ الخليج العربي.. انا كيس طحين انا بيت مهدوم انا جرح نازف ‏انا جرة غاز.. انا جدار يتنظر الهدم..".

اي نعم لم يتوغل بعمق في بقية بقاع العالم، لكنه على الاقل فكر و توحد مع خارج حدود فلسطين كقضية او حتى كهم .


و غير تصوراته و مشاعره، فهناك حربه اللطيفة ضد عدوان اسرائيل على فلسطين و الفلسطينيين. يرى بركات انه يمكن ايصال صوته للناس عن طريق فنه فما دفعه لاستخدام برادة الحديد هو محاولته ايجاد حوار لمناقشة الغبار الناجم عن الدمار".
احقا مازال يوجد فلسطينييون يقدمون فنا؟ و يعبرون عن معاناتهم و ماسيهم بالفن؟؟ احقا ما زال هناك فلسطيني يعتقد ان الفن معبر و باقي اكثر من العمليات الانتحارية التي لا تزيد الوضع الا سوءا؟؟
احقا يوجد فلسطينيين اخرين يؤمنون بعدم جدوى القتل و التفجير و عوضا يؤمنون بالفن ؟؟
اود تسليط الضوء عليهم اكثر من ذلك
اود ان يعرفهم العالم كما يعرف اسماء قميئة مثل حماس و هنية و مشعل و عباس و تفجير و مظاهرة و تنديد و شجب و رصاصات طائشة و قنابل غبية لا تصيب اي هدف الا قتل ابرياء و سفح دم طاهر
تيسير بركات، شكرا لك
تيسير بركات ، بوركت مبدعا مؤمنا بالحياة


""يقولون عني شهيد انا ‏لم ارغب في الموت انا من بيت لاهيا احب الحياة.. انا لا اريد الموت انا ربيع ابن ‏الثامنة عشرة وجدوني بين الركام في العشرين من يناير كنت ميتا باحلامي وعندما ‏مت كنت وحيدا وخائفا بلا خبز".

5 comments:

على باب الله said...

أشكرك على تعريفنا بتيسير بركات

و أكيد محتاجين نشوف و نتعرف أكتر على اللي بيؤمنوا بالفن و الحياة

Desert cat said...

يا قلبى هى دى الناس المبدعه اللى بجد مش اللى قاعده تبكى على الاطلال

تحياتى حفوصه

ذو النون المصري said...

انا سعيد جدا بتعريفك لنا بهذا الفنان
تعرفي اني علي مدونتي فنون جميله لسه شارح لوحه لفنان كبير اسمه اسماعيل شموط و من فلسطين برضه و كنت عارض في باب معارض الفن اكثر من 120 لوحه في سليد كلها لفنانين من فلسطين
و بعدين احنا هنروح بعيد ليه؟؟
اسرائيل مش عملت عملية اغتيال للفنان ناجي العلي؟؟
و كمان اغتالت الاديب المبدع غسان كنفاني
؟؟
ياريت ننتبه للابداع الفلسطيني بصورة اكبر من كده
الفراعنه لم يتركوا لنا الا ابداعات هي دليل وجودهم الاسرائيليين يبحثوا الان عن دليل ابداعي علي انهم وجدوا علي هذه الارض و لم يجداو حتي الان
فالابداع مهم جدا في مثل احوالنا فهو دليل الوجود و هو الباقي
................
بالنسبه للسادات و ذكراه كنت اتمني نعمل له حاجه في يوم 6 اكتوبر بس مش عارف نعمل ايه
المفروض يكون احتفال جماعي

نبراس العتمة said...

بجنون يدير الفلسطيني والاسرائيلي ناعورة الدم
وكل واحد منهما يغني السلام
ويرثي هلكوسته
حين صدح ألفابلوندي بأغنيته الجميلة
لا تقتل أخي المصري
لا تقتل أخي الاسرائيلي
لا تقتل أخي الفلسطيني
انصدم الكثير من العرب
لأنهم كانوا يعتقدون ولا زالوا
يعتقدون أنه لا بد أن يقول:
اقتل عدوي الاسرائيلي

بخصوص اعتبار القضية الفلسطينية مركز الكون هذا ما يتير التيار الأمازيغي الذي له شعبية واسعة والذي اتجه في تطرف أحيانا الى معاداة هذه القضية باعتبار أنها تلفت الانتباه الى قضية مشرقية وتغض الطرف عن قضية محلية
ونقاش القضية الأمازيغية والقضثية الفلسطينية هو نقاش طويل
مودتي
وشكرا حفوصة على الموضوع

^ H@fSS@^ said...

اعتذر عن تاخر الرد لاستمرار حالات التوهان الاندهاشي
و شكرا لاهتمامكم بكلامي