احكم الحكم

إن التطرف هو أن تختار مسكنا فكريا و عقائديا لتقيم فيه راضياً عن نفسك و لكنك لا تريد لغيرك أن يختار لنفسه ما يطيب له من فكر و عقيدة بل تلزمه إلزاما بالحديد أحيانا أن ينخرط معك تحت سقف فكري واحد
زكي نجيب محمود

حكمة جديدة
ميموتش حق وراه مطالب

انا افكر اذن انا حاموووووت
حفصة

عتبات البهجة

"الوقوف على عتبات البهجة دائما أفضل من البهجة نفسها... اجل، البهجة أمر سهل، لكن إذا طمعت فيها قتلتك و أهلكتك."
ابراهيم عبدالمجيد-عتبات البهجة

Tuesday, May 26, 2009

اليوم صلبوا مجدليتي

بحسب العرف........ بحسب الزمان و المكان

وقفت مجدليتنا تجمع الدم السائل من المسيح
اخذت تتبع اروقة الدماء و تنهل من مجراها
تلتقط شيئا فشيئا كل حبة رمل اختلطت بجيزئاته من قريب او بعيد
تكسر طرف صخرة اشتبهت عليها لمسة منه
او قبلة حانية على دموع الصخر المنهارة
فحتى يومها بكى الصخر لصلبه
بكى لجحود قلوبهم و قسوة عيونهم
اخذت تجمع حبة حبة
و قطعة قطعة
و حتى شذرات الخشب
خشب الصليب المرفوع
جمعتها
اخذت كل هذا و خبأته
بجانب قلبها خبأته
لم تعر اهتماما لشوك الخشب
لخشونة الرمل
لحدود الصخور
بل شدت على جسدها ازارها و ضغطت
"
ان انت تفدي نفسك لنا
فما هو المي بجانبك
وما هي الحياة من بعدك؟

"
هكذا ناجته و هو على الصليب في ساعاتهما الاخيرة
فلا زمن ياتي بعده
لا تاريخ يستحق التدوين من بعده
صلبه هو صلبها
موته هو موتها
و رفعه هو رفعها
و قيامته هي قيامتها

اما الحواريون
فهم من بعده يتاجرون بكلماته
باخلاقه و صفاته
ينشرون منها ما يريدون
و يخفون منها ما يبسط العيون
و يشفي غليل عقول
ها هم يهللون باسمه مدعون
يقولون هو قال فقلنا و انتم له مستمعون
و يزدادوا غيا في ادعائهم
و نحن لهم صامتون
فاليوم حدث جلل
انه المسيح على الصليب يصلبون
و اما مجدليتي
فكانت بقربه تبكي
تنزف معه عل نهريهما يلتقيان لاخر مرة
من هول صدمة يبدو وجهها صامتا
شامخا
لكنه الاسى بعينه يطل من نوافذ جفونها المشدوهة
يا حيفي على عالم نسى مفديه و هلل للمتحدثين باسمه
لكنهم لا يعون
لا الروح روحه
لا الكلمات بحروفه
ولا هو عنهم براض
لكنه صلب
و غدا سوف يقوم

متى قالت مجدليتي هذا الكلام؟
عندما علقوها على المشانق حية
من جسدها ياكلون
في سيرتها يتناقشون
يتسالون
"
من سوف نلقي عليه باخطائنا؟
من للفدي من بعده؟
من سوف نلقي عليه بخوائنا؟
"
اما هي فاخفضت من وجهها وابتهلت
و صلت له و انتظرت
اتتها روحه شافية و مطمأنه
فابتسمت
كان يقول لها في اذنها
" من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر"
و هاي هي
مجدليتي
عاشت منذ الفي عام
و اليوم اكتشفت

Tuesday, May 19, 2009

محمد علاء مبارك


بداية لازم نستوعب ان فيه فرق بين الشخصيات العامة و الشخصيات الخاصة

شخصية عامة يعني حد زي الرؤوساء و الفنانيين و الادباء و اي شخصية لها ظهور مستمر على ساحات الاعلام

احيانا الشخصية العامة دي بيوصل تغطية اخبارها لبقية عيلتها

عمرنا ما سمعنا عن اخبار بتغطي رئيس او ملك دولة ما لوحده

دايما فيه اهتمام بكل تفاصيل العائلة

و في احيان كتيرة بيكون اي فعل لفرد من افراد العائلة محسوب على الشخصية العامة دي

و بما ان دي مظاهر عامة للشخصية العامة فمؤكد الشخصية الخاصة عكس كدا

و الشخصية الخاصة اللي هي انا و انت و الجيران الا اذا كانوا من اصحاب المهن السابق ذكرها

او اعلاميين بشكل او باخر و هلم جرا

دلوقتي حفيد حسني مبارك اتوفى

اللهم لا شماتة في الموت

لا في حفيد مبارك و لا في مبارك نفسه لما يموت

لان مهما الواحد اختلف معاه و كرهه بس الموت له شيئ من الاحترام

احترام الحزن عليه و ان الموت حيحصل لينا كلنا

ان قصر الامد او طول

صحيح ان الناس مش فاهمة ليه اتعملت للحفيد جنازة رسمية

بس ده المتوقع كنتيجة لطريقة حكم مبارك لمصر طول السنين اللي فاتت

اللي انا مستغرباله هو كمية التعليقات اللي شفتها و سمعتها من ناس واخدين الموضوع ببساطة اوي و مستكترين الحزن على الولد

طيب ليه؟

اي نعم هو مكنش حاجة جبارة في البلد و اهميته مستمدة من جده و جدته

لكن ده مش تفسير للناس اللي مهونة الموضوع اوي و شايفاه عادي

طيب ما احمد زكي مات

و نجيب محفوظ مات

و زكي جمعة مات

و اتعملت لهم جنازات و الناس زعلت عليهم

ايشمعنى وقتها مقلناش ليه الحزن و مش ليه الحزن؟؟

حزنا و عبرنا عن حزننا بوافتهم لانهم شخصية عامة و يعنوا الكثير لينا

صحيح ان محمد علاء معملش حاجة لينا بس فكرة موت طفل بتهز اي شخص على ما اعتقد

و غير كدا

مواضيع زي الموت و اذا كان مهم او مش مهم ماهياش حساب 1+1=2

بس الموت في عادته بيفرض حزن و شيئ من الاحترام

يعني امي مثلا لا تعرف محمد علاء ولا عمرها ليها في السياسة و لو ليها بتبقى قرفانة من اللي بيحصل

بس امبارح طول الوقت كانت بتعيط

و لما شافت علاء بيصلي على ابنه و وشه مخطوف

عيطت

و لما شال نعش ابنه انهارت تقريبا

هي قبل كدا عيطت على اشي مصيبة الدويقة

و اشي العبارة

و الحكم بتاع العبارة

و كل ما تتخيله يا مواطن من مصايب حلت بينا

يعني في النهاية الواحد بيتعاطف بشكل انساني بحت مع مصايب غيره ايا كان وضعهم

مينفعش نقول في وقت زي ده ان يمكن ده عقاب من ربنا للجد

او اننا مالناش دعوة ليه يعزوه بطريقة رسمية

خلاص اللي حصل حصل

اي نعم انقهرنا في قضايا زي العبارة و قطار الصعيد و الدويقة

بس خلاص

لا تزر وازرة وزر اخرى

ولا ايه الحكاية؟؟


Friday, May 15, 2009

المعضلة القدسية


بلغني ايها المواطن البهيم
انه بعد الانتهاء من اعمال بيت فخيم
و مسح الصحون من بقايا طعام تخيم
وقفت شهرزاد تبلحق في سماء مطبخها الحزين
و تتذكر ما قراته في الصباح القتيم
خبر يتصدر نهد جريدتها الغراء اللعين
حاولت بكل ما اوتيت من حكمة فهم مغزاه العقيم
" القدس عاصمة الثقافة العربية"
فكيف لنا نحن العرب نشرثقافتنا بها و نحن عن زيارتها ممنوعين
و عجبي

Friday, May 8, 2009

المتامر، الاهبل و البضين


"
السباعي: هذه الخلايا السرطانية المنتشرة في جسد الامة
هذه النفايات و مخلفات الفكر العلماني البائد
هي اس الفساد و سبب بلاء لكل هذه الامة
هذه جراثيم فكرية غريبة عن هذه الامة

السباعي: بل ان الانجليز هنا لهم عادة في الكرسماس ياكلون ما يسمى التركي و هو الديك الرومي

السباعي: اما ماذا قدم لنا هؤلاء المنحلون فكريا ، الممسوخون عقائديا، المنسلخون من دينهم، ماذا قدموا، لم يقدموا الا الخراب، ابواق بوم و شؤم و نذير شؤم،

هؤلاء يجب ان يوضوعوا اما الجماهير حتى
تلفظهم باحذيتها و ببصاقها
"
مش الاخ السباعي بيتكلم من لندن عاصمة المملكة المتحدة البريطاوية العلمانية الكافرة اللي مقدمتش حاجة للدنيا و لا بتحمي الناس ولا هو عايش فيها و بياكل من اكلها ولا بينام في سريرها
صحيح
زي القطط
تاكل و تنكر
و هل معنى ان احنا بنسمي نفس الكائن الداجن بالرومي ان ده استحقار للروم و الارمن بما انهم من ابدع في تصنيع الجبنة الرومي؟

Tuesday, May 5, 2009

Car wash


حتما تحتاج سيارتي لغسيل من الداخل و الخارج و جميع الزوايا، مسكينة لم اهتم بها من فترة طويلة. وقفت في طابور طويل، تسبقني فيه سيارة هوندا ام بي في ذات دفع رباعي تقودها سيدة افريقية العرق. ترجلت من السيارة و جاءت نحوي، فتحت لها نافذة السيارة. اعتذرت على التطفل و قالت انها سوف تذهب فقط للصف الاخر حتى تملأ العربية بالوقود، فهل بامكاني انتظارها و الاحتفاظ بدورها في الطابور؟

وافقت، ففي جميع الاحوال يبدو اننا سننتظر لفترة طويلة. شكرتني، و لكن شيئ في لهجتها و ابتسامة محياها قال لي اني اعرفها من قبل.

منذ فترة طويلة لم اتذكر شخصا بهذه السرعة. يا الهي، لقد قابلت هذه السيدة مرة واحدة فقط و لمدة ساعة و نصف و لم تكن حتى صديقتي، بل تعارفنا عن طريق صديقة ثالثة كانت على وشك ترك مدينتي الحالية و كان سبب اللقاء هو حفلة وداع لها.

سالتها: هل تعرفين جودي جونز؟ فقالت : نعم اعرفها. فرددت اني قابلتها في مايو 2006 في حفلة وداع المذكورة انفا و لكنني وقتها كنت انحف و ارتدي حجابا. فقالت لي بالفعل تذكرتك، لقد كنت انتي الوحيدة البيضاء المحجبة في هذا الجمع.

اعتذرت لها اني لا اتذكر الاسماء و لكني لا انسى الوجوه حتى و ان رايتها مرة واحدة.


ذكرت اسمها فذكرت اسمي و من ثم سألتني: هل تودين البقاء لفترة ما في محطة الغسيل؟

رددت بالايجاب، و قررنا شرب قهوة او عصير لحين الانتهاء من العمل على سيارتينا.

جلسنا نتحدث في شتى المواضيع ، ماذا فعلنا من 2006 الى الان، ما الذي نطلع اليه و لماذا خلعت الحجاب وووو.

انتهت سيارتها فاضطرت للمغادرة و جلست وحدي لاكتب عن هذا الذي حدث.

اصبحت لا أؤمن بالمصادفات، و لكن صباح نفس اليوم كانت عيني اليسرى ترف بشكل هستيري فتنبأت لي احدى الزميلات برؤية شخص لم اره منذ زمن. لم اصدقها و اخنا نضحك و نتخيل ماذا لو كان فلان او علان و هلم جرا.

قبلها بشهرين كنت في مصر احضر حفل زفاف احد الاقارب فذهبت للكوافير لتجهيز شعري و ما الى ذلك من امور. ما ان جلست حتى جلست بجانبي فتاة سمراء رشيقة القد، منمنمة الملامح ترتدي حجابا بنيا يزيد من غمقة بشرتها لكنه يناسبها بشكل ما.

كعادتي الجريئة التي اصبحت عليها مؤخرا، مِلتُ عليها و سالتها ان كانت حضرت صفيها الاول و الثاني ثانوي في مدرسة يوسف السباعي في سنة كذا و كذا. اندهشت بشدة و لكنها اكدت صحة المعلومات، فقلت لها جملتي المعهودة " اسفه انا فاكرة وشك كويس اوي زي ما اكون شفتك امبارح لكن مش قادرة افتكر اسمك خالص".

(يبدو لي ان ذاكرتي صورية اكثر منها معلوماتية او كلامية و لا اعرف ان كان ذلك علامة ذكاء ام غباء)

ضحكت و قالت انا نرمين الشناوي. و في لحظة بدانا في استرسال عن ما حل لنا في خلال 18 سنة مضت، هي تزوجت و تطلقت من دون اولاد و تعمل مترجمة و تذكرنا ما كنا نفعله بمدرسة الالعاب سوزان"بقه" و مدرس العربي سيد " بوجي" و الجغرافيا عواطف " النايمة" و التربية الوطنية " سهير زكي"و كلما استرسلنا في سرد المصائب التي كنا نقوم بفعلها، كانت تنهار واحدة من العاملات في المحل ضحكا على شيطنتا المستترة.

لا لم نكن بريئات و لكننا لم نكن شقيات، فقط مداعبات المراهقة العذبة لطالبات ثانوي في قمة احساسهن بانوثتهن.

ثم تذكرنا نجوى ابراهيم، نعم هذا كان اسمها الحقيقي و ليس سخرية من المذيعة او منها. صديقة لنا اقل ما توصف به انها الطيبة و روقان البال و الدم المصري الخفيف، توفت نجوى في واحدة من توابع زلزال 1992 حين انهارت بها عمارتها مرة واحدة و اطبقت عليها كأنها طبق جيلو تم انزاله من قالبه فجأة.

وجمت كلانا، ثم تسألت نرمين: هل كانت انت من رشت مسؤول المشرحة حين اردنا التأكد من خبر وفاتها حتى يسمح لنا بالدخول للمشرحة؟

فهززت بالايجاب. فعدلت في جلستها و قالت لي انت مجنونة بينما توقفت العاملات عن العمل و سقطت من احداهن البكرة التي كانت تزيل بها شعر وجة احدى العميلات.

لم امانع نعتها لي بالجنون، فسالتني كيف رايتها و هي ميته و كيف تحملتي العودة للمنزل؟

قلت لها اني حالما رايت جسدها البني اللامع داخل الصندوق في الثلاجة لم اصدق و وصل الامر بي اني لمست اعلى كتفها، ما ان شعرت ببرودة لا متناهية حتى ابعدت يدي ببطء مرتخي جدا و بعدها لم اعد اعي كيف وصلت بيتي و لكن بقية الشلة قالوا لي ان هذا كان اكثر يوم رأوني فيه بيضاء كالشبح و عيوني متحجرة. اعادوني لمنزلي و هم في قمة الخوف من امي. لحسن الحظ و كعادة اغلب بنات مصر انهم في ساعة المرواح يذهبون معا و لذلك كانت كل واحدة منا تعرف بيوت الاخريات.

حل شيئ من الوجوم على المكان. احسست بثقل الذكرى علي و على نرمين و انا التي اعتقدت اني قد نسيتك يا نجوى.، لا لم انسك ابدا

غيرت نرمين مسار الحديث سائلة عن رقم تلفوني، اعطيتها الرقم ثم وجدتها تهتف سائلة عن اسمي، فضحكنا لاستغراقنا في الذكريات دون ان تعرف لي اسما. قلت لها: حفصة، شخصت بنظرها و هبت من جلستها و قالت: انتي حفصة؟؟ بس انتي كنتي رفيعة اوي و محجبة، ايه اللي حصلك؟

قلت لها بقيت كلبوزة و قلعت الحجاب. و لكن لم يكن هذا ما ازعج نرمين، ما ازعجها حقا هو اننا كنا اصدقاء مقربين و نتلاقى في كل فسحة ممكنة نتكلم مع عدة فتيات اخريات. حزنت نرمين لاني لا اتذكر هذا كله و حزنت انا لتدهور حالي، كيف انسى اصدقائي؟ صحيح اني تذكرت وجهها بعد 18 سنة و لكن كيف انسى من كنت قد اسررت لها بدواخلي ان وجودوا؟

اعتذرت لها و تفهمت هي و افترقنا على لقاء حتمي مع ايا كامن من بواقي شلتنا المصائبية الافعال.

ما بين انشغالي بمراسم ما قبل الفرح و الفرح و ما بعده و عملية والدتي المفاجئة، لم اتصل بنرمين، هي ايضا لم تتصل. ما من مشكلة.

اليوم تذكرتها عندما قابلت ميريام الافريقية و تسالت كيف اتذكر بقوة من قابلتها مرة واحدة حتى و ان لم اتذكر اسمها و كيف انسى عشرة سنتين دراسيتين بكل ما حملته من ذكريات حميمية و شقاوة بنات و اسرار خاصة و اقتسامات لسندوتشات الفول و الطعمية المهربة خلسة من مطعم الخيرات في اخر الشارع.

هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟

سرحت بنظري في مجال محطة الغسيل هذه، حديثة البناء باسلوب يقدم خدمات عديدة بشكل راقي، تصليح و غسيل سيارات، اضافة لتعبئة البترول، يوجد مقهى انترنت و مكان للجلوس في انتظار الانتهاء من الخدمة ايا كانت. يوجد ايضا سوبر ماركت و مغسلة ملابس و تشحيم و صيانة اطارات. واو انه عالم قائم بذاته، اخذت اتجول حتى عثرت على اسم المحطة ، فوجدته

" سدرة"

(عند سدرة المنتهى)

ياله من اسم معبر، منتهى ابسط احلامي ان اجد مكانا انجز فيه الكثير من اعمالي، اختلي فيه بنفسي. مكانا يكون منتهى الاشياء و سدرة يوم غريب و ذكريات لم و لن تنتهي ابدا عن التدفق في تلافيف عقلي.