ذكريات ماتت من زمان

بُعثت ذكرى من قبر مخيلتي
اعتقتها توفت الى الابد، الحقيقة لم اتذكرها بالمرة و فوجئت بها تزورني بكل حيوية مع العلم انها تفتت الى رماد و اخلطت بهشيم الارض فذروتها امواجي
و لكن لم تاتي على صفحات بحر عقلي الهائج؟؟؟
تذكرت صديقة لي، او هكذا اعتقدتها، كنا متقاربين، او هكذا احسستها، كم كنا متفاهمين، او هكذا ظننتها، كم كنا متحابين و متوائمين، او هكذا تخيلتها. الآن اتذكركيف يتحول الحال الى حال
كما الماء التي كانت رقراقة في جدول مياة غدير و من ثم تصبح ثلجا لا يلين؟؟
اتذكر اول سنة لتعارفنا، بكيت عند انتهاء السنة الدراسية حزنا على فراقها فقد كانت هي صديقتي الوحيدة ، اتذكر كيف كان والدها رحمة الله عليه دائم السؤال عني و دائم الرعاية بي و توصيلي أي وقت ياتي لتوصيلها هي ايضا و لكن شعرت به والدي انا ايضا، كيف تغير كل هذا الى لا شئ البته؟!!؟؟؟
كيف يمكن للمرء ان يعمى عن من امامه من بشر و يعتقدهم ملائكته فيصحو يوما ليجد انهم كانوا من مفارقيه..... كيف يكون حال عدم الافتراق و المصاحبة و من ثم ياتي حال البعد و الجوف ..... كيف تتحول لحظات المكالمات الهاتفية اليومية، مع العلم انه سوف يكون هناك لقاء في غضون ساعات، الى قطع للعلاقات بشكل بارد و رسمي وصولا الى الامتناع عن الاشتراك في أي مناسبات اجتماعية شرها قبل خيرها
توفي والدها و عرفت بالخبر من صديقة مشتركة
جزعت و تملكتني غصة، ماذا انا فاعلة لارد جمائلة الجمة علي؟؟؟؟
هل تكفي قراءة ايات الرحمة و النور و اهداءها الى روحة الطيبة؟؟؟ اسيكون راضيا عني اذا علم اني متجافية مع اعز بناته؟؟؟ لكن اعلم هو الصورة الحقيقة للحكاية؟؟؟
تزوجت هي
فرحت لها مع العلم اني كنت اخر العارفين و لم اكن من المدعويين، حسنا كان متوقعا، فلم اتفاجأ. اجتمعنا في العمل مرة ثانية و لكن كانت وجوهنا تعلمت الضحكة المجبسة برتوش ما يسمى اخلاقيات العمل و التعاون الواجب بين اقسام المؤسسة حتى تعم الفائدة، صراحة كنا على اعلى قمم الاحتراف ، لم تعد هناك براءة تعم بساطة الحديث، اصبحنا نتحدث في أي موضوع و لكن على شكل حديث صحفي ، أي تصريح و لكن لا معنى له، كلام لكن لا يعنني و لا يعنيها في شئ، نعتقد اننا نتهامس باسرار و لكن افيق على لحظة بسيطة تذكرني بغرابة المعاملة قبل سنون قليلة فاتت، فاتعظ و الا فلن اكون مؤمنة، اغفر كثيرا لكني لا انسى، هكذا انا، هكذا هي تحكماتي الفلكية ، انا ارحم من العقرب، لا ينسى و لا يغفر، و اقوى من الحوت، ينسى و يغفر هذا اذا تذكر مبدئيا من موجعه فيضيع حقه بعد فترة.

لماذا تذكرتها في هذة اللحظات؟ و ما هو حالها الآن؟؟ و كيف هي؟ لي طريق منه استطيع السؤال عنها و على حالها و لكن لم؟ اعلم الآن ان لها طفل او اثنين، ليست سعيدة بحالها كزوجة لكنها متزوجة و هو في نظر مجتمعنا شئ محمود، اعتقد بالنسبة لها تشعر انها حققت احلامها، تخرجت من جامعة، اشتغلت في مؤسسة كبيرة و مشهورة عالميا ، تزوجت، اصبحت من ربات البيوت و السيدات العاملات، اصبحت ام و مربية، اصبحت لها دائرة معارف، اصبحت ذات منصب في نفس المؤسسة، اصبحت و اصبحت,.....

اصبحت انا ايضا، اصبحت على الكثير من الاشياء لم يكن لاحد ليتوقعها لي، فالجميع كان دائم الاستهزاء بقدري و التقليل من شان عقلي فقد كانت درجات المواد في الجامعة هي المقياس، لهم طبعا و ليست لي، لا مقياس حتى الآن مخلوق ليقيمني و يشهد لي بشئ، أي شئ

هل هناك معنى اذا كانت هي تذكرتني ايضا في مثل هذة اللحظة ..او حتى في أي لحظة اخرى

لا
لكنها ذكرى قررت القيام من بين اموات ذكريات اُخر لي
مجرد ذكرى لا اكثر و لا اقل لها
مجرد درس لي لا اكثر و لكنه اقل ما يوصف انه موجع و ايضا مفيد و ما بينهما حياة
تلقفتني رياحها فزعزعت مفهومي عن الصداقة و عن ثوابت الامور

لازمة اخيرة
هي هواء
انا ماء
منتهيين بهمزة و الف ، مبتدئين بهاء و ميم، فهمنا كان مشتركا اما
اليوم فلا هموم و لا ضحكات، فقط ذكريات توفيت واترحم عليها
وحدها الذكريات خالدة خلود البحر و الهواء
*****************************************************

الصورة الابداعية اللي فوق دي من خالص موهبة المدونة لله

فمش محتاجة اوصيكوا بحقوق النشر و الكلام ده و عيب اوي لو حد اخدها نشرها من غير ما يكتب المصدر اللي هو انا

بس يعني للتذكير

ههههههههههههههههههههههه